يبدو أن العد التنازلي قد بدأ رسميًا لنهاية مشوار المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي مع نادي النصر، بعد موسم مليء بالخيبات والخيبة الكبرى: الخروج دون أي لقب، لتكون الحصيلة "موسمًا صفريًا جديدًا" يضاف إلى سجل الإخفاقات، ويضع الإدارة أمام حتمية إحداث تغيير فني كبير يبدأ من رأس الجهاز الفني.
ففي نادٍ لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يرضى بمركز الوصافة، لم يكن مقبولًا أن تنتهي حملة الفريق بلا تتويج، رغم وجود كوكبة من أبرز النجوم العالميين، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لم يُخفِ امتعاضه من الوضع الراهن، وبات يشترط رحيل بيولي من أجل مناقشة استمراره مع الفريق في الموسم المقبل.
موسم للنسيان.. والألقاب غائبة
منذ التعاقد مع بيولي في بداية الموسم، تعلّق النصراويون بآمال كبيرة على المدرب صاحب التجربة الناجحة مع ميلان الإيطالي، لكن الوقائع سرعان ما جاءت مخالفة للتطلعات. فالنصر لم يحقق أي بطولة:
خسر لقب دوري روشن، بعدما عجز عن مجاراة المنافسين في المراحل الحاسمة.
ودّع كأس النخبة الآسيوية من نصف النهائي بعد خسارتين متتاليتين أمام كاواساكي فرونتال الياباني.
أخفق في كلاسيكو الاتحاد وخسر المواجهة رغم الحضور الجماهيري الكبير والتوقعات العالية.
غادر كأس الملك من الأدوار المتقدمة في وقت سابق، لتُغلق أمامه جميع النوافذ التنافسية.
كل ذلك ساهم في ترسيخ قناعة تامة داخل البيت النصراوي: بيولي لم يكن الخيار المناسب، ولم يُحسن استغلال الأدوات المتوفرة لديه، سواء من ناحية النجوم أو الإمكانيات الفنية والإدارية.
تراجع فني.. والنتائج لا تُغفر
في آخر أربع مباريات، لم يكن النصر مقنعًا على الإطلاق:
خسر مرتين أمام كاواساكي في نصف نهائي النخبة الآسيوية.
انهزم أمام الاتحاد في كلاسيكو الجولة قبل الأخيرة من الدوري.
تعادل سلبيًا مع التعاون في مباراة خالية من الحلول الهجومية.
حقق فوزًا يتيمًا أمام الأخدود 9-0، في مباراة لم تُخفِ حجم التراجع العام.
هذا التذبذب في الأداء والنتائج يعبّر بوضوح عن ضعف الاستقرار الفني، وغياب الهوية الخططية، وهي عوامل لا يمكن تبريرها في فريق بحجم النصر.
رونالدو يُصعّد: بيولي أو أنا!
في تطور لافت، كشفت مصادر مقربة من إدارة النصر أن كريستيانو رونالدو أبدى استياءه الشديد من الطريقة التي يُدار بها الفريق فنيًا، ووجّه انتقادات مباشرة لبيولي خلال الأسابيع الماضية، لا سيما بعد الخروج الآسيوي.
الأدهى أن النجم البرتغالي، الذي يُعتبر حجر الأساس في مشروع النصر "العالمي"، ربط بقاءه برحيل المدرب الإيطالي، ما جعل الإدارة أمام خيار واضح: الحفاظ على رونالدو والمشروع أم الإبقاء على مدرب لا يُقنع أحدًا داخل الفريق.
أرقام لا تعكس الطموحات
ورغم ما تبدو عليه الأرقام من توازن نسبي، إلا أنها لا تعكس واقع الحال، إذ أن بيولي قاد الفريق في:
42 مباراة
26 فوزًا
7 تعادلات
9 خسائر
95 هدفًا سجلها الفريق
45 هدفًا استُقبلت
ورغم أن المعدل الهجومي مرتفع، إلا أن الأهداف جاءت في مباريات لا تحمل ثقلًا تنافسيًا كبيرًا، مثل مواجهة الأخدود، بينما عجز الفريق عن التسجيل أو الحفاظ على شباكه نظيفة في المواجهات الكبرى، وهو ما يؤكد أن الأرقام لا تُعفي بيولي من المسؤولية.
قرار لا يقبل التأجيل
بات من المؤكد أن الاستغناء عن بيولي في نهاية الموسم ليس مجرد قرار فني، بل ضرورة إنقاذية لمشروع النصر الطموح، الذي يهدف إلى العودة لمنصات التتويج محليًا وآسيويًا. فالجماهير غاضبة، والنجوم غير راضين، والنتائج لا تمنح المدرب أي مبرر للاستمرار.
الإدارة النصراوية مطالبة الآن بتحرك سريع لاختيار مدرب يملك الكاريزما والخبرة في التعامل مع فريق يضم أسماء من النخبة، ويطمح إلى أكثر من مجرد المنافسة. نادٍ بحجم النصر لا ينتظر، ولا يُبرر الفشل.