في تهديد مباشر، قال وزير دفاع إسرائيل إن بلاده قد تلجأ لاستهداف قادة جماعة الحوثي في اليمن وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي حال استمرار هجمات الجماعة اليمنية على إسرائيل.

وكانت إسرائيل، قد شنت اليوم الجمعة، غارات جوية مكثفة استهدفت ميناءي الحديدة والصليف على البحر الأحمر في اليمن، في إطار حملة تهدف إلى إضعاف قدرات جماعة الحوثي العسكرية عبر قطع شرايينها الحيوية.

تصعيد إسرائيلي جديد في اليمن

أكد الجيش الإسرائيلي أن ميناءي الحديدة والصليف يُستخدمان لنقل الأسلحة إلى الحوثيين، مع تكرار التحذيرات للسكان بإخلاء المناطق المستهدفة قبل بدء الغارات. وسمع سكان الحديدة دوي انفجارات عنيفة تصاحبها أعمدة دخان كثيفة في أعقاب الغارات.

في بيان مشترك، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عبد الملك الحوثي، قائلين:
“إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على دولة إسرائيل، فسيتضررون بشدة، وسنؤذي القادة أيضًا”.

وأضاف البيان أن الحوثي قد يلقى مصير يحيى السنوار الأمين العام لحركة حماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، اللذين قتلتهم إسرائيل في ضربات منفصلة العام الماضي.

الحوثيون يردون على تهديدات إسرائيل لـ عبد الملك الحوثي

ردّ نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي، نصر الدين عامر، عبر منصة “إكس”، بالقول إن الغارات الإسرائيلية تأتي بالتزامن مع تظاهرات مليونية في اليمن نصرة لغزة.

وأكد أن الشعب اليمني لن يركع، وأن العمليات العسكرية ضد إسرائيل ستستمر، مع تأكيد استمرار الحصار الجوي على المطارات الإسرائيلية.

أهداف الغارات الإسرائيلية

تأتي الغارات الإسرائيلية ضمن تصعيد مستمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، حيث أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، في دعم معلن لفلسطين.

ورغم اعتراض إسرائيل لمعظم الهجمات، إلا أن الحوثيين نجحوا مؤخرًا في استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، ما تسبب بإصابات وخوف واسع في إسرائيل.

أما رد إسرائيل، فشمل قصف منشآت اقتصادية في اليمن مثل مصانع الإسمنت، محطات الكهرباء، الموانئ البحرية، ومطار صنعاء، ضمن محاولة لإلحاق أضرار بالبنية التحتية للجماعة.

انتقادات داخلية في إسرائيل

تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في جمع معلومات استخباراتية دقيقة داخل اليمن، مما يدفعها لاستهداف منشآت مدنية بهدف الضغط على الحوثيين.

وقد أثارت هذه الضربات جدلًا داخل إسرائيل، حيث يرى بعض المحللين أنها لم تحقق ردعًا فعليًا للجماعة، ولم توقف هجماتها الصاروخية.

محور المقاومة بين التهديد والاستمرار

جماعة الحوثي جزء من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، إلى جانب حركات مثل حماس وحزب الله، وهو ما يجعل الصراع إقليميًا بأبعاد سياسية وأمنية واسعة. يسيطر الحوثيون على أكثر من 60% من اليمن،

ويبدو أن التصعيد الحالي يؤكد تمسك الجماعة بخطها المعادي لإسرائيل، رغم الضغوط الدولية ووساطات مثل وساطة سلطنة عمان التي توصلت إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع واشنطن، لكنه لا يشمل إسرائيل.

هل يواجه عبد الملك الحوثي مصير السنوار و نصر الله؟

تهديدات إسرائيل وتصعيدها العسكري يعززان هذا الاحتمال، لكن الواقع على الأرض معقد، وسط قدرة الحوثيين على الصمود ومواصلة عملياتهم رغم الخسائر، ما يجعل المواجهة مع إيران وأذرعها في المنطقة مستمرة على المدى القريب.

اقرأ أيضا

أوروبا وأمريكا تتحدثان عن المجاعة المتعمدة في غزة.. هل استيقظ ضمير العالم فجأة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط