في خطوة جريئة نحو مستقبل الحروب البحرية، كشفت البحرية الملكية البريطانية رسميًا، عن أول غواصة أوروبية ضخمة بدون طاقم، حملت اسم “إكس في إكسكاليبور”  (XV Excalibur)، ضمن حفل تسمية أقيم في القاعدة البحرية الملكية في ديفونبورت.

بريطانيا تعلن مواصفات الغواصة إكسكاليبور الجديدة

الغواصة الجديدة، التي يبلغ طولها 12 مترًا ووزنها 19 طنًا، تُعد الأكبر من نوعها بين الغواصات ذاتية القيادة التي طوّرتها أي بحرية أوروبية حتى الآن، وتمثل هذه الخطوة نقطة تحول استراتيجية في طموحات بريطانيا لتوسيع قدراتها في العمليات غير المأهولة تحت سطح البحر.

تحالف بين الابتكار العسكري والصناعة الوطنية

إكسكاليبور هي ثمرة مشروع  “CETUS”، وهو برنامج طُلق عام 2022 لتعزيز قدرات البحرية البريطانية في التقنيات المستقلة.

وتم تطوير الغواصة بالتعاون بين فرق الابتكار التابعة للبحرية وشركة  MSubs البريطانية، بدعم من وزارة الدفاع عبر إدارة المعدات والدعم الدفاعي  (DE\&S).

أجرت الغواصة أولى تجاربها في ميناء تورنشابل خلال فبراير الماضي، ومنذ تسليمها إلى البحرية، خضعت لسلسلة اختبارات صارمة في الميناء والبحر استعدادًا لدورها ضمن وحدة تجريبية جديدة تُعنى بتطوير المفاهيم المستقبلية في الحرب البحرية.

إرث تاريخي بطابع مستقبلي

جاء اختيار اسم “إكسكاليبور” ليُحيي ذكرى غواصة سابقة تحمل نفس الاسم، خدمت في أواخر الأربعينيات، واشتهرت بتجاربها في الدفع باستخدام البيروكسيد عالي التركيز، وهي تقنية تم التخلي عنها لاحقًا لأسباب تتعلق بالسلامة.

وخلال حفل التسمية، الذي حضره نحو 200 شخصية، قامت الكابتن الفخري بيتشز غولدينغ – عميد البحرية الملكية وقائدة بريستول – بكسر زجاجة مشروب “بليموث جين” على هيكل الغواصة وفقًا للتقاليد البحرية العريقة.

خطوة نحو أسطول هجين في مياه متنازع عليها

رغم أنها غير مخصصة للمهام القتالية حاليًا، ستلعب “إكسكاليبور” دورًا محوريًا في تجارب الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، ضمن ما يُعرف بـ “سرب تجارب الأسطول”، الذي يشرف عليه مكتب القدرات والتقنيات الثورية التابع للبحرية.

وستعمل الغواصة إلى جانب السفينة السطحية التجريبية “باتريك بلاكيت” لاختبار حمولات واستشعارات متقدمة، خاصة في بيئات عالية التهديد أو ذات وصول مقيد.

بفضل تصميمها المعياري وقابليتها للتوسعة، تستطيع “إكسكاليبور” أداء مهام تتراوح بين المراقبة طويلة الأمد، ونشر المستشعرات، وحتى حرب قاع البحر، ما يجعلها نموذجًا واعدًا لفهم التحديات التشغيلية التي قد تواجه أسطولًا مستقبليًا يدمج بين المنصات المأهولة وغير المأهولة.

القيادة البحرية: مرحلة جديدة من التفوق التقني

أكد الأدميرال جيمس باركين، مدير تطوير البحرية، أن دخول “إكسكاليبور” الخدمة يُعد لحظة محورية في تطور البحرية الملكية نحو مزيد من “الاستقلالية والكثافة”، معتبرًا الغواصة أداة حيوية لفهم كيف يمكن تنفيذ العمليات تحت الماء باستخدام أنظمة ذاتية بالكامل.

من جانبه، أشار العميد البحري ماركوس روز، نائب مدير برنامج قدرات القتال تحت الماء، إلى أن هذا المشروع يبني على خبرات سابقة مثل برامج مكافحة الألغام، ويُمهد لتكامل أوسع للأنظمة غير المأهولة ضمن بيئات التشغيل البحري المعقدة.

اقرأ أيضاً.. بعد إخفاقها أمام J-10 الصينية.. الرافال في مرمى النيران وخبير عسكري يؤكد: إسقاط الطائرات المتقدمة لا يعيب فيها

نسخ الرابط تم نسخ الرابط