كتبت.. آلاء محمدي

فتحت شرطة لوس أنجلوس تحقيقاً جنائياً موسعاً ومعمقاً يستهدف أسطورة موسيقى السول الأمريكية، المغني الأمريكي سموكي روبنسون البالغ من العمر 85 عاماً، ويأتي هذا التحقيق على خلفية اتهامات خطيرة ومفصلة تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، حيث تقدمت أربع سيدات عملن سابقاً كمدبرات منازل لدى النجم الأمريكي بشكاوى رسمية ضده، مما استدعى تحركاً قضائياً عاجلاً.

اتهامات موجهة لـ سموكي روبنسون

صدر بيان رسمي عن قسم شرطة لوس أنجلوس يوم الخميس الماضي، أكد فيه رسمياً بدء الإجراءات القانونية والتحقيقات الجنائية في هذه الادعاءات الحساسة، وأشار البيان إلى أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولية الدقيقة، مؤكداً حرص الجهات الأمنية على سرية الإجراءات وعدم الكشف عن أي تفاصيل إضافية في الوقت الراهن، وذلك نظراً للطبيعة الحساسة للقضية وتعقيداتها المحتملة.

وتشير الاتهامات الموجهة إلى المغني الأمريكي سموكي روبنسون الذي يعتبر قامة فنية بارزة وأحد أبرز الرموز المؤثرة في تاريخ موسيقى السول، وهو الذي سطع نجمه في ستينيات القرن الماضي من خلال قيادته لفرقة "ذي ميراكلز" الأسطورية وإسهاماته الهامة في شركة "موتاون" العريقة، إلى سلسلة من الوقائع المزعومة التي تمتد عبر سنوات طويلة، ووفقاً للتقارير الأولية فإن هذه الوقائع المزعومة تعود في بعضها إلى عام 2007، بينما يزعم أن أحدثها وقع في عام 2023، مما يشير إلى نمط سلوكي مزعوم استمر لفترة طويلة.

دعوات قضائية ضد سموكي روبنسون

بحسب التفاصيل التي وردت في الدعوى القضائية التي قدمت في مطلع شهر مايو/أيار الجاري، فإن النساء الأربع اللاتي تقدمن بالشكوى قد أدلين بشهادات تفصيلية تضمنت سرد وقائع مؤلمة تتعلق بالتحرش الجنسي والاعتداء الجنسي والاغتصاب المزعوم، ووصفت هؤلاء السيدات تجاربهن المؤلمة مع النجم الشهير، مما أثار صدمة واسعة في الأوساط الفنية والإعلامية.

وفي سياق الشهادات أفادت إحدى المدعيات بأنها عملت لدى المغني الأمريكي سموكي روبنسون لمدة طويلة امتدت إلى 12 عاماً، ولم ينتهي عملها معه إلا في عام 2024، وخلال فترة عملها الطويلة هذه زعمت أنها تعرضت لانتهاكات متكررة ومؤلمة، مما يشير إلى استمرار السلوك المزعوم لفترة طويلة.

وبينما ذكرت مدعية أخرى أنها واجهت ما لا يقل عن سبع وقائع اعتداء جنسي مزعومة في فترة زمنية قصيرة نسبياً، تحديداً بين شهري مارس/آذار 2023 وفبراير/شباط 2024، وأشارت في شهادتها إلى أن روبنسون كان يستدعيها إلى غرفته الخاصة وهو يرتدي ملابس داخلية فقط، ثم يعتدي عليها جسدياً رغم اعتراضها الصريح ورفضها لتلك التصرفات.

قضية سموكي روبنسون

أما مدبرة منزل ثالثة فقد أدلت بشهادة تزعم فيها أنها تعرضت لأكثر من 20 واقعة اعتداء مزعومة خلال فترة عملها التي استمرت أربع سنوات، وفي حين ذكرت المدعية الرابعة أن بداية الانتهاكات المزعومة تعود إلى عام 2007، وذلك عندما رافقت المغني الأمريكي سموكي روبنسون إلى منزله الثاني الواقع في مدينة لاس فيغاس، حيث بدأت سلسلة من الأحداث المؤلمة بحسب شهادتها.

وفي أول تعليق رسمي صادر عن الفريق القانوني الذي تم تكليفه بالدفاع عن النساء الأربع، أصدر المحاميان البارزان جون هاريس وهربرت هايدن بياناً مشتركاً أكدا فيه أن موكلاتهن على أتم الاستعداد للتعاون الكامل مع السلطات المختصة وتقديم كافة الأدلة والمعلومات التي قد تساعد في سير التحقيقات، كما أكد المحاميان على رغبة موكلاتهن الصادقة في "تحقيق العدالة، ليس فقط لأنفسهن وإنصافهن، بل أيضاً من أجل أي نساء أخريات تعرضن لاعتداءات مماثلة"، مما يشير إلى إمكانية ظهور ضحايا أخريات في المستقبل.

وتسعى المدعيات في هذه القضية إلى الحصول على تعويض مالي كبير يقدر بما لا يقل عن 50 مليون دولار أمريكي، وذلك كتعويض عن الأضرار الجسدية والنفسية والمعنوية التي لحقت بهن جراء هذه الانتهاكات المزعومة، ولم تتوقف الدعوى عند روبنسون وحده، بل شملت أيضاً اتهامات موجهة ضد زوجته فرانسس روبنسون، حيث تزعم الدعوى أنها كانت على علم بسلوك زوجها المزعوم وقامت بالتستر عليه وحمايته، مما يضيف بعداً آخر لهذه القضية المعقدة.