نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو العاجز أمام ترامب... يستضعف ماكرون - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 02:04 صباحاً
كل ما يختزنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من توتر مكبوت بفعل تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب له في أكثر من قرار أعلنه في الأسابيع الأخيرة، صبّه على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأن الأخير انتقد منع إسرائيل المساعدات بالمرة عن مليوني فلسطيني مهدد معظمهم بالموت جوعاً تحت وابل القنابل التي تنهمر على رؤوسهم.
في رأي نتنياهو، ماكرون ارتكب ذنباً لا يغتفر وصار في نظره مؤيداً "لمنظمة إسلامية إرهابية قاتلة"، لمجرد اعتباره "أن ما تقوم به حكومة نتنياهو (في غزة) غير مقبولٍ... ومخزٍ" بسبب الحصار المطبق على القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستمر منذ 2 آذار / مارس. ولفت إلى أن مسألة إعادة النظر في "اتفاقات التعاون" بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل "مطروحة" على بساط البحث.
يستعيض نتنياهو عن عدم قدرته على انتقاد سياسات ترامب، بهذا الهجوم الكاسح على ماكرون، الذي قد يصل لاحقاً إلى حد اتهامه بمعاداة السامية، على غرار ما يحصل مع كل من يتجرأ على توجيه الانتقاد لاستخدام إسرائيل التجويع سلاحاً ضد الغزاويين لحملهم على هجرة قسرية، أو على القبول بأن تقتلهم إسرائيل من دون اعتراض.
لم يقل ماكرون غير ما تقوله "الأونروا" ومنظمات إنسانية وحقوقية دولية أخرى. جاء في أحدث بيان لمنظمة "أطباء بلا حدود": "نشهد في الوقت الحاضر، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة". وهذا كناية عن الإمعان في تجريد سكان غزة من إنسانيتهم، وقتلهم بدم بارد.
نتنياهو، غاضب في الأصل من ترامب الذي فجّر آخر مفاجآته الثلاثاء خلال زيارته للسعودية، عندما أعلن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن ثم لقائه الأربعاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
نتنياهو، غاضب لأن رفع العقوبات عن سوريا يتيح فرصة لبقاء هذا البلد موحداً، بينما يرى نتنياهو ووزراؤه أن المصلحة الإسرائيلية على المدى البعيد، هي "تفكيك" سوريا إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة.
ونتنياهو، غاضب لأنه يشعر بأن ترامب تركه في العراء، عندما أبرم هدنة أحادية مع الحوثيين في اليمن، لم تشمل إسرائيل.
ونتنياهو، غاضب لأن ترامب يراهن على نجاح المفاوضات مع طهران، بما يعني أن الفرصة متاحة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، ينزع الذريعة من إسرائيل للجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران.
ونتنياهو، غاضب من سماح ترامب لمسؤول أميركي بلقاء القيادي في "حماس" خليل الحية في الدوحة الأحد، بما أتاح إطلاق الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية إيدان ألكسندر، بما يحمل ذلك من دلالات كبيرة على أن الديبلوماسية يمكن أن تنجح حيث تخفق القوة.
وأشد ما يغضب نتنياهو، هو عدم قدرته على التنفيس عن الحنق الذي يشعر به، ولا يجد أحداً في الولايات المتحدة يلجأ إليه كي يضغط على ترامب كي يوقف مسلسل المفاجآت. ولم يترك نتنياهو في الـ19 شهراً من عمر حروبه مناسبة وإلا أظهر فيها تكبره على الديموقراطيين، وأظهر نكران جميل للرئيس السابق جو بايدن المفاخر بـ"صهيونيته"، وهرع إلى إنقاذ إسرائيل من إخفاقها الكبير في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 وحماها حتى خروجه من البيت الأبيض.
وأخيراً، وجد نتنياهو الحل في التصعيد بوجه ماكرون. وما تأكيده على أن إسرائيل ماضية في استعداداتها للهجوم الشامل على غزة وإعادة احتلال القطاع وحشر سكانه في مساحة أقل من ربع مساحته الإجمالية، إلا لإيصال رسالة استياء غير مباشرة إلى ترامب.
0 تعليق