قد تكون إنجلترا على أعتاب تنظيم بطولة كأس العالم مجدداً، بعد مرور نحو 70 عاماً على استضافتها الوحيدة للبطولة عام 1966، وذلك عقب تشجيع مسؤول بارز في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للاتحاد الإنكليزي على التقدّم بطلب رسمي لاستضافة إحدى النسخ المقبلة من البطولة.

ولم تتقدّم إنكلترا بأي ملف استضافة منذ تصويت عام 2010 والذي أسفر عن فوز روسيا وقطر بتنظيم نسختي 2018 و2022 على التوالي، وسط اتهامات بتلقي بعض أعضاء الفيفا رشاوى للتصويت لصالح الدول المضيفة.

وفي تصريح لصحيفة التايمز البريطانية، قال فيكتور مونتالياني، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف): "لا أرى ما يمنع إنكلترا، بل والمملكة المتحدة بأكملها، من استضافة كأس العالم. ستكون بطولة رائعة، ويجب عليهم التفكير بجدية في تقديم ملف الترشح".

ولم تستضف إنكلترا البطولة منذ تتويجها التاريخي بكأس العالم عام 1966 على أرضها، بقيادة المدرب ألف رامزي، حين رفع بوبي تشارلتون كأس جول ريميه. ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، يرى مونتالياني أن الوقت قد حان لعودة البطولة إلى الأراضي الإنكليزية من جديد.

ويأتي هذا التصريح في وقت تم تحديد الدول المستضيفة للبطولات القادمة، حيث من المقرر أن تُقام نسخة 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينما تستضيف إسبانيا والبرتغال والمغرب وأمريكا الجنوبية نسخة 2030. أما نسخة 2034 فستُقام في السعودية.

وفي المقابل، يُتوقع أن تستضيف المملكة المتحدة بطولة كأس العالم للسيدات عام 2035، مما قد يشكّل دافعاً قوياً لاستضافة نسخة الرجال في عام 2038 أو 2042.

وشدد مونتالياني على ضرورة التخلي عن أساليب الترشح القديمة، التي قال إنها كانت تتسبب في هدر مالي وفوضى تنظيمية، مضيفًا: "علينا أن نتحول إلى مؤسسة ناجحة بإستراتيجية واضحة لإدارة الفعاليات، تضمن توزيع الفرص بشكل عادل بين جميع الدول".

وأشار كذلك إلى أن الفيفا يعتمد بنسبة تتراوح بين 80% و90% من دخله على عائدات كأس العالم، والتي يُعاد توزيع 80% منها على الاتحادات الوطنية لتطوير كرة القدم، مؤكداً: "من دون هذه العائدات، فإن عدداً كبيراً من الدول الـ211 الأعضاء لن تكون لديها القدرة على تطوير اللعبة".

وستكون نسخة 2026 أول نسخة يشارك فيها 48 منتخباً، لكن دعوات بدأت تتصاعد من أمريكا الجنوبية لتوسيع البطولة إلى 64 فريقاً، وهو ما علّق عليه مونتالياني بتحفظ، قائلاً: " 64 فريقاً عدد كبير للغاية في رأيي. لم نجرب بعد بطولة تضم 48 منتخباً. لا بد أن يظل التأهل إلى كأس العالم أمراً صعباً، ليحافظ على قيمته".