كتبت – هاجر هشام 

حذرت دراسات حديثة من أن اضطرابات النوم، الناتجة عن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية والشاشات ليلًا، قد تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، في ظل توقعات مقلقة بارتفاع حالات السرطان عالميًا بنسبة 77% بحلول عام 2050، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى أن أكثر من 35 مليون حالة جديدة قد تسجل سنويًا، ويسلط البحث الضوء على دور الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة الإلكترونية في تعطيل إنتاج الميلاتونين، مما يؤثر على ساعة الجسم البيولوجية ويزيد من احتمالية تطور الخلايا السرطانية.

اضطرابات النوم وعلاقتها بالسرطان

تعتمد أجسامنا على ساعة بيولوجية داخلية، تُعرف بالإيقاع اليومي، وتنظم النوم، والتمثيل الغذائي، وكذلك الجهاز المناعي، بالتزامن مع دورة الليل والنهار، ويلعب هرمون الميلاتونين، الذي تُفرزه الغدة النخامية ليلًا، دورًا حاسمًا في تنظيم هذه الساعة، إذ يشير إلى وقت النوم ويساعد في تنظيم انقسام الخلايا، لكن التعرض للضوء الأزرق، المنبعث من شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية بشدة تتراوح بين 446 و477 نانومتر، يخدع الدماغ ليعتقد أن الوقت نهار، مما يقلل إنتاج الميلاتونين.

ويذكر أن هذا الاضطراب يؤثر على بروتينات مثل BMAL1 وPER2، التي تربط الإيقاع اليومي بدورة انقسام الخلايا، وعندما يعطل السهر أو التعرض للضوء الأزرق هذه العملية، قد تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، كما يساعد الميلاتونين في تثبيط انتشار الخلايا السرطانية، وانخفاض مستوياته قد يفاقم هذا الخطر.

كيف تؤثر شاشات الهواتف على مخاطر الإصابة بالسرطان؟

لا تقتصر مخاطر اضطراب الإيقاع اليومي على السرطان، بل تشمل مشكلات صحية أخرى مثل صعوبة النوم، زيادة الوزن، أمراض القلب، السكري، واضطرابات الدماغ، وفي السياق ذاته يُشير تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا" إلى أن العادات اليومية، مثل الجلوس أمام الشاشات ليلًا، تُعد من العوامل المسرطنة غير التقليدية التي تستدعي الانتباه، إلى جانب المواد الكيميائية والإشعاع، في حين أن هناك دراسة سويسرية تكشف علاقة وثيقة بين اضطرابات النوم ومرض الكبد الدهني.

نصائح لتقليل مخاطر اضطرابات النوم 

يُقدم الخبراء عدة توصيات للحفاظ على الإيقاع اليومي وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة باضطرابات النوم، منها:

الالتزام بجدول نوم ثابت يتماشى مع دورة الليل والنهار.  

تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل.  

تفعيل مرشحات الضوء الأزرق على الهواتف والأجهزة اللوحية لتقليل تأثيرها على الميلاتونين.