كتبت – هاجر هشام 

 تواجه شركة نيسان موتور أزمة غير مسبوقة مع تسجيل خسائر نيسان المالية الضخمة التي بلغت 4.5 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس 2025، وهي الأكبر منذ إنقاذها من الإفلاس قبل ربع قرن، وفي ظل هذه الخسائر، أعلنت الشركة عن تسريح 20 ألف موظف وإغلاق سبعة مصانع، بينما انتقد كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق، إدارتها الحالية، محذرًا من تراجع تحالفها مع رينو، وتُسلط هذه التطورات الضوء على تحديات نيسان في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية وتراجع المبيعات في الصين.

خسائر نيسان وتسريح العمال 

أعلنت شركة نيسان موتور اليابانية عن خطة تسريح ضخمة تشمل حوالي 20 ألف موظف، أي ما يعادل 15% من قوتها العاملة العالمية، في إطار جهودها لمواجهة أزمة مالية غير مسبوقة، بعد تسجيلها خسائر صافية بلغت 670.9 مليار ين (نحو 4.5 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2025، وتأتي هذه الخطوة بعد أن تحولت الشركة من تحقيق أرباح صافية قدرها 426.6 مليار ين في العام السابق إلى أكبر خسارة مالية منذ إنقاذها من الإفلاس على يد شركة رينو الفرنسية قبل 25 عامًا.

كيف أثرت رسوم ترامب الجمركية على أداء نيسان؟  

كشفت نيسان، التي يقع مقرها في مدينة يوكوهاما، أن تراجع مبيعاتها في أسواق رئيسية مثل الصين والولايات المتحدة، إلى جانب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات السيارات، ساهمت بشكل كبير في تدهور أدائها المالي، وأوضحت الشركة أن هذه التحديات دفعتها إلى إعادة هيكلة عملياتها لتصبح "أكثر مرونة وكفاءة"، قادرة على التكيف مع تقلبات السوق.

إغلاق مصانع نيسان وتقليص الإنتاج

وفي إطار خطة التعافي، قررت نيسان تقليص عدد مصانعها من 17 إلى 10 بحلول مارس 2028، مع تأكيد إغلاق مصنع في تايلاند بحلول يونيو المقبل، ومصنعين آخرين لم يتم تحديد مواقعهما بعد، كما تخلت الشركة عن خطة لبناء مصنع بطاريات سيارات كهربائية في جزيرة كيوشو جنوب غرب اليابان، كان من المقرر أن يحصل على دعم حكومي بقيمة 1.1 مليار دولار. 

وتتضمن الخطة أيضًا خفض الطاقة الإنتاجية العالمية بنسبة 20%، وهي خطوة بدأتها الشركة في نوفمبر 2024 بإعلان تسريح 9 آلاف موظف، 

هدف توفير 1.7 مليار دولار

تهدف نيسان إلى خفض نفقاتها بمقدار 250 مليار ين (حوالي 1.7 مليار دولار) خلال السنة المالية المقبلة، مقارنة بالسنة المالية 2024. 

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، إيفان إسبينوزا، أن هذه الإجراءات تأتي بعد مراجعة دقيقة للعمليات، بهدف مواءمة الإنتاج مع الطلب في الأسواق وتعزيز الشراكات مع شركات مثل رينو الفرنسية و دونغفنغ نيسان في الصين، كما وأشار إسبينوزا إلى أن الشركة تواجه "تحديات جسيمة" تتطلب "انضباطًا وسرعة" لاستعادة الربحية.

كارلوس غصن يحذر من تراجع تحالف نيسان مع رينو

يواصل كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لشركتي نيسان ورينو، إثارة الجدل بتصريحاته النارية حول الأزمات التي تُعاني منها نيسان، مؤكدًا أنه توقع التحديات المالية والإدارية التي تمر بها الشركة اليابانية العملاقة، وجاءت تعليقات غصن، الذي يعيش في لبنان منذ هروبه من الإقامة الجبرية في اليابان عام 2019، في وقت تعاني فيه نيسان من خسائر قياسية وإعادة هيكلة جذرية.

وفي مقابلة حديثة، وجه غصن انتقادات حادة للإدارة الحالية لنيسان، مشيرًا إلى أن الشركة تواجه أزمة غير مسبوقة بسبب "سوء التخطيط وفقدان الرؤية الاستراتيجية"، وأرجع تراجع أداء الشركة إلى ضعف الابتكار وتدهور العلاقات مع شركائها، خاصة رينو، التي كانت ركيزة أساسية في إنقاذ نيسان من الإفلاس قبل عقدين ونصف، كما وأكد غصن أن الخسائر المالية التي بلغت 4.5 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس 2025 كانت "نتيجة متوقعة" لعدم الاستفادة من التحالف مع رينو بشكل فعال.

في حين سلط غصن الضوء على تدهور الشراكة بين نيسان ورينو، مشيرًا إلى أن نسبة الملكية المتبادلة بين الشركتين انخفضت من 15% إلى 10%، وهو ما يعكس "فقدان الثقة والتنسيق" بين الطرفين، وأشار إلى أن قرار نيسان ببيع حصتها البالغة 51% في عملياتها بالهند لصالح رينو يُظهر تراجعًا استراتيجيًا في الأسواق الناشئة، التي كانت تُعد من نقاط قوة الشركة في السابق، واعتبر أن هذا الانخفاض في التعاون يُضعف قدرة الشركتين على مواجهة المنافسة المتزايدة، خاصة من الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية.