نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطلس العالم الإسلامي في العصور الوسطى - تكنو بلس, اليوم الخميس 15 مايو 2025 09:48 صباحاً
أصدر فريق "الإسلام في العصور الوسطى" بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، عملاً موسوعياً جديداً، يوفر رؤية وفهماً، من خلال تأريخ متجدد لتاريخ عالمي ومتصل للعالم الإسلامي في العصور الوسطى تحت عنوان " أطلس العالم الإسلامي في العصور الوسطى". طموحه تقديم بانوراما واسعة للتاريخ السياسي والعسكري، والاقتصادي والاجتماعي، والديني والثقافي، للعالم الإسلامي في العصور الوسطى، من أواخر العصور القديمة إلى بدايات العصر الحديث. مستنداً إلى ما يقرب من مائتي خريطة أصلية، بجميع المقاييس، مصحوبة بالنصوص والمقتطفات من المصادر والرسوم التوضيحية.
يختلف الكتاب عن الأطلس التاريخي للإسلام الذي نشره هيو كينيدي كمكمّل للمجلدات الثلاثة عشر من موسوعة الإسلام؛ وعن أطلس التاريخ الإسلامي الذي كتبه بيتر سلوغليت وأندرو كوري والذي يتناول التاريخ الإسلامي منذ نشأته وحتى القرن الحادي والعشرين، ويقوم على نفس المنهجية؛ أو أطلس الإسلام الذي يغطي الفترة المعاصرة والذي تقدم فيه آن لور دوبونت صورة دينية وسياسية غنية للإسلام في القرن العشرين. وتغطي فصوله موضوعات متعددة عن عصر الإمبراطورية الإسلامية (القرن التاسع - الحادي عشر) وأوروبا في تمثيلات المسلمين والإسلام في عيون الآخرين وأماكن العبادة والحج ونقل المعرفة، فضلاً عن المدن والمراكز الحضارية والتجارية الرئيسية.
ساهمت الفتوحات الإسلامية في تشكيل مجموعة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها المسلمون سياسياً، وسيطروا على شعوب ذات عادات ولغات وأديان مختلفة. لقد امتدت عبر ثلاث قارات - من الأندلس في الغرب إلى الهند الإسلامية في الشرق - وانفتحت على منطقتين بحريتين رئيسيتين، البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. لذلك يحاول هذا الأطلس أن يستكشف الطرق التي سلكها التجار والحجاج والمسافرون والطلاب والعلماء؛ شاهداً في الوقت نفسه على حجم الظاهرة الحضرية وكذلك على ثراء التبادلات في جميع أنحاء هذه المنطقة ويعكس اندماجها في الاقتصاد العالمي في طور التكوين.
'أطلس العالم الإسلامي في العصور الوسطى'.
فقد انقسمت المجتمعات الإسلامية إلى فروع مختلفة: السنة والشيعة، وغيرهما من الطوائف، ولكن أيضاً إلى عدد لا يحصى من التيارات الأقلوية الأخرى التي لا تزال تشكل التضاريس الدينية حتى يومنا هذا. وإذا كانت الصراعات الأهلية مهمة، فإن العلاقات المتضاربة مع الأعداء الخارجيين المختلفين - الفتوحات والجهاد، والحروب الصليبية والغزوات - أعادت تشكيل التوازنات الداخلية وكذلك الحدود الخارجية. إن النشاط الديبلوماسي الذي جرى عبر أوراسيا ومن المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وتداول الأفكار والنماذج الأدبية والمعمارية، يشهد، إلى جانب التبادلات التجارية، على مدى الشبكات التي تطورت على مر القرون.
ومن الموضوعات الأساسية في الأطلس، صورةً ونصاً، إعادة الاعتبار للمساهمة الإسلامية في تاريخ الخرائط العالمي. حيث اعتبرت الأعمال المكتوبة في أوروبا منذ القرن التاسع عشر في تاريخ رسم الخرائط، وخاصة في تاريخ الجغرافيا، أن الفترة الممتدة بين العصور القديمة وعصر النهضة، أي الألف عام التي شكلت العصور الوسطى، لم تنتج سوى عدد قليل من الخرائط والتصميمات المخصصة لإرشاد البحارة، فضلاً عن الخرائط التي تشهد على مفهوم ديني عميق للفضاء، مثل ما يسمى بخرائط ثيتروم أوربيس تيراروم التي أنشأها أبراهام أورتيليوس وكان مركزها ثابتًا في القدس.
وتشير كل من سيلفي دينوا وفرانسواز ميشو وهيلين رينيل - المحررون الثلاثة الذين أشرفوا على إعداد الأطلس - إلى أنّ هذا كان إغفالاً مزدوجاً: إغفال الاستمرارية التي لا يمكن إنكارها والتي تربط التمثيلات المتعاقبة للفضاء عبر القرون منذ العصور القديمة في حوض البحر الأبيض المتوسط الكبير للغاية، وإغفال الدور الأساسي الذي اضطلع فيه العالم الإسلامي في العصور الوسطى في الإنتاج الخرائطي والجغرافي، حيث في الواقع، لا توجد أطروحة جغرافية تم تأليفها في الغرب اللاتيني قبل القرن الرابع عشر.
0 تعليق