في مشهد يتكرر كل مرة مع تساقط الأمطار، تحوّلت مدينة الأغواط، اليوم، إلى مدينة غارقة بالكامل بعدما اجتاحتها أمطار طوفانية غزيرة باغتت السكان خلال فترة قصيرة. مسبّبة حالة من الشلل التام في الحركة وفوضى كبيرة في الأحياء والشوارع.

منذ الساعات الأولى للمساء، بدأت الأمطار تتهاطل بغزارة غير معهودة، لتتحوّل المدينة إلى مشهد كارثي، حيث فاضت السيول في كل الاتجاهات، وغمرت الطرقات، والمنازل، والمحلات التجارية، وحتى المرافق العمومية. وسجّلت تجمعات مائية ضخمة في كل من وسط المدينة، حي 5 جويلية، وحي الوئام. فيما غمرت المياه الطوابق السفلية لعدد من العمارات. وأصبح التنقل داخل المدينة مستحيلاً. حتى الإقامات الجامعية لم تسلم من زخات المطر التي أغرقت الطوابق السفلية بأكملها.

المواطنون عاشوا ساعات من الذعر والارتباك، بعدما حاصرتهم المياه داخل بيوتهم، فيما اضطر آخرون إلى الاحتماء فوق أسطح المنازل أو داخل المركبات العالقة في السيول. وانقطعت الحركة المرورية بشكل شبه كامل، بعدما تحوّلت الطرق إلى أنهار موحلة تجرف كل ما يعترض طريقها من سيارات، نفايات، وحتى الأرصفة.

بعض الصور والفيديوهات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت مدى الكارثة. إذ بَدَت الأغواط وكأنها مدينة مغمورة بالكامل تحت الماء، وسط صرخات استغاثة ومطالب بإنقاذ العالقين في مختلف الأحياء. كما سجّلت حالات اختناق مروري في مداخل ومخارج وحتى وسط المدينة. بعدما أصبحت غير صالحة للاستعمال، وهو ما زاد من عزلة المدينة.

الانقطاعات الكهربائية طالت عدة أحياء، فيما تسببت الفيضانات في تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات لساعات. ولا تزال المدينة حتى اللحظة تعيش تحت وقع الصدمة، وسط قلق واسع من تجدد الأمطار في الساعات القادمة.

الكارثة التي عاشتها الأغواط اليوم أعادت إلى الواجهة تساؤلات ملحّة حول هشاشة البنية التحتية للمدينة. وضعف أنظمة صرف المياه، رغم التحذيرات المتكررة حول التغيرات المناخية ومخاطر التقلبات الجوية العنيفة.