نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رفع العقوبات الذي يصيب اسرائيل وايران والعراق - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 07:00 مساءً
تعد خطوة رفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب العقوبات عن سوريا متغيرا تحوليا كبيرا تخلط الاوراق في المنطقة وخطوة بالغة الاهمية برسائل متعددة ليس اقلها في اتجاه طرفين اقليميين اساسيين هما اسرائيل وايران . فاسرائيل التي دأبت لا سيما منذ سقوط النظام السوري السابق على محاولة السيطرة على جنوب سوريا واستباحة قدراتها وتهديد حكمها الجديد تلقت ما يعتبر بمثابة صفعة عبر الاعتراف الاميركي بشرعية القيادة السورية الجديدة واعلان تطبيع العلاقات معها ورفع العقوبات ولو انه سبق ذلك الكلام على تواصل اسرائيلي سوري مباشر لعله ساهم في اقفال مساعي التدخل الاسرائيلي في الملف الدرزي . والصفعة لايران اكبر لانها حقيقية وكبيرة وستضيق الهامش الكبير امامها للعودة للاستثمار الامني والسياسي في سوريا عبر تجاوب الرئيس الاميركي مع احتضان الدول العربية لسوريا الجديدة. والرسائل الاميركية المباشرة الى ايران والى "حزب الله" كذلك كانت مباشرة عبر اشارة الرئيس الاميركي مرتين الى مدى انهاك "حزب الله" لبنان والحاجة الى بناء دولة بعيدا منه بادارة القيادة اللبنانية الجديدة ، ولكن قرار رفع العقوبات عن سوريا يوجه رسالة قوية بمعنى أن واشنطن ليست عازمة فقط على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وفق ما قال ترامب نفسه بل وأيضا على لجم الجهود الإيرانية الرامية إلى استعادة "محور المقاومة"عبر تهريب الاموال والسلاح مجددا الى الحزب الذي لا يزال يمنع قيام الدولة في لبنان. اذ تأخر خطاب الشيخ نعيم قاسم الاخير بمضمونه الواقعي الى حد ما وطابعه التكتي الاخير باعتباره اتى في اعقاب جولة لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى دول الخليج العربي سعيا الى استعادة الثقة بلبنان واظهار مسار مختلف يستحق دعم الاشقاء العرب. هذا الكلام لقاسم كان ينبغي ان يسبق زيارات رئيس الجمهورية ، بعدما ما اعتبر نفسه شريكا مع الدولة اللبنانية ، في الوقت الذي حصد عون استعدادات مبدئية للدعم الخليجي ولكن لم تعلن مشاريع او استثمارات جديدة لا تزال حذرة في ظل المواقف المتعنتة والمعرقلة للحزب .
اذ وضع عون اللبنة التي ادت الى الاستخلاص الذي قاله الرئيس ترامب عن الانطباعات التي بات يتركها لبنان برئيسه وحكومته الجديدين، ولكن تسارع مسار الامور وطابعها المفاجىء في مقابل عرقلة الحزب ستدفع بلبنان الى فقدان فرصة النهوض بدءا من اعادة الاعمار حتى لو ان بيئة الحزب اكثر تضررا . فسوريا التي لم تنتزع من الحضن الايراني فحسب بسقوط نظام بشار الاسد بل انتزعت ايضا من امكان الاعتماد الكلي على الاستثمار الصيني والروسي ، وهم حلفاء لايران ، ستكون قبلة الاستثمارات الاجنبية والاقليمية تبعا لموقع سوريا واهميتها الاستراتيجية من جهة ولان هناك من يعيق او يعرقل مسار الامور في لبنان بما قد يجعله في احسن الاحوال لا يحصل سوى على فتات المساعدات في حال انجز ما هو مطلوب منه ، وهو امر لا يزال منتظرا بقوة من القيادة اللبنانية الجديدة. الرسالة الاميركية لطهران لم تكن في ما اعلنه ترامب حول رغبته في اتفاق معها تحت وطأة الذهاب الى المزيد من العقوبات عليها ، بل الرسالة من حجم الكلمة المسموعة للمملكة السعودية لدى الادارة الاميركية وفق ما ظهر في الموضوع السوري وفي حجم التبادلات التجارية والشراكة الاقتصادية التي تجعل من الدول الخليجية متقدمة باشواط عن ايران في كل المجالات في الوقت الذي تلتصق بإيران وفقا لتوصيف ترامب صفة " القوة الأكثر تدميرا في الشرق الأوسط، والنظام الذي تسبب في معاناة لا تُصدق في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن وغيرها".وهو ما توافقه عليه دول وشعوب كثيرة في المنطقة . في الوقت الذي تسلط الاتفاقات الضخمة التي عقدها ترامب الضوء على ما تخسره ايران من جهة وما تخسره إسرائيل كذلك في تعنتها وتصلبها ازاء الحقوق الفلسطينية . وثمة من يقول ان العراق الذي مانعت بعض قواه الشيعية في استقبال احمد الشرع في القمة العربية المقبلة في بغداد منيت بهزيمة مدوية في ضوء الاحتضان السعودي والعربي له في موازاة الاعتراف الاميركي به ورفع العقوبات عنه . وهذا من المفاعيل الفورية والاولية فحسب فيما ان الرهان على نقل الشرع سوريا الى مكان اخر مختلف ومتقدم يبقى رهن تنفيذ الالتزامات التي قطعها .
المحك بالنسبة الى لبنان كبير جدا انطلاقا من ان الجديد الذي حملته زيارة ترامب الى المملكة السعودية ليس مجرد كباش اميركي ايراني يبقي لبنان يعيش في ظلاله بل متغيرات كبيرة وجوهرية في ظل استعدادات لا تزال قائمة لمساعدته كما اعلن الرئيس الاميركي . ولكن الامور قد تتقدم وتتركه وراءها وحتى الان تمت مراعاة الحزب كثيرا ولم يصدر على المستوى الرسمي ما يحرج الجزب حتى حين عاكس توجهات رئيس الجمهورية في زياراته الخليجية، في حين ان لا الداخل يمكن ان يظل رهينة للحزب ولا الخارج يقبل بذلك .
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق