المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "البابا لاوون الرابع عشر يتجاهل عمداً علم المثليين بتجنّب الاقتراب من حامله". 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح. 

الحقيقة: العلم الذي يظهر في الفيديو هو علم السلام (PACE)، ولا علاقة له بعلم المثليين، ويختلف عنه بالالوان والرمزية. ولا دليل على أن البابا لاوون الرابع عشر تعمّد تجاهل حامل العلم، اذ بدا منهمكاً في القاء التحية على أشخاص انتظروه بالصف الى الجهة اليسرى، بعدما حيّا آخرين في الجهة اليمنى، وذلك في نهاية لقاء مع العاملين في مجال الاتصالات من مختلف أنحاء العالم في الفاتيكان، الاثنين 12 ايار 2025. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد البابا فرنسيس ملقياً التحية على أشخاص وقفوا في صفين متقابلين، بينما كان يمر في وسطهم. وقد تكثّف التشارك في المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات، بالعربية ولغات أخرى، كتبت معه (من دون تدخل): "تجاهل البابا لاوون الرابع عشر عمدا علم المثليين من خلال النظر الى اتجاه آخر عندما اقترب منه". 

🚨تجاهل البابا ليو الرابع عشر المنتخب حديثا عمدا علم المثلين 🏳️‍🌈 من خلال النظر في الاتجاه الآخر عندما اقترب منه❗️ pic.twitter.com/0lA91m3vaW

— أدرك ـ باب المعرفة (@Adrik_Inc) May 13, 2025

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

حقيقة المقطع 

الا أنّ هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 

في الواقع، المقطع المتناقل مجتزأ من موقع "فاتيكان نيوز" في حسابه في يوتيوب، في 13 ايار 2025، بعنوان: Audience with media professionals, May 12, 2025 – Pope Leo XIV، اي لقاء البابا لاوون الرابع عشر العاملين في مجال الاتصالات، في 12 ايار 2025.

ونعثر على المقطع في ختام هذا اللقاء، عندما تقدّم البابا لإلقاء التحية على مشاركين فيه (ابتداء من التوقيت 39.07 في فيديو "فاتيكان نيوز"). ويمكن مشاهدته في التوقيت 40.11 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب فاتيكان نيوز في يوتيوب، في 13 ايار 2025

وتبيّن هذه المشاهد، ابتداء من التوقيت 39.07، أن البابا لاوون الرابع عشر تنقّل بين صفين، تارة على الجهة اليمنى، وتارة على الجهة اليسرى، لالقاء التحية على المنتظرين فيهما، مروراً بالشخص الذي كان يحمل العلم الذي زُعِم انه "علم المثليين" (في الصف الأيمن). وقبل أن يصل اليه، انتقل الى الجهة اليسرى، ليكمل جولته كما بدأها، بالتناوب بين الجهتين. وبالتالي لا دليل على ان البابا تعمّد الانتقال الى الجهة اليسرى، لتجنّب حامل العلم. 

اياً يكن، فإن هذا العلم الذي كُتِبت عليه حروف كبيرة، على ما يبدو، لا علاقة له بعلم فخر المثليين. فالبحث العكسي عن لقطة من الفيديو يضع أمامنا، عبر محرك Yandex، صوراً بنوعية أفضل للعلم ذاته، الذي يتبيّن ان اسمه هو علم السلام (Pace). 

وهذا العلم يختلف عن علم فخر المثليين، لا سيما في تراتبية الالوان فيه وعددها والرمزية.

ففي علم السلام (ادناه الى اليمين)، نبدأ أولا بلون البنفسجي، ثم يتعاقب الأزرق، والأزرق السماوي، والأخضر، فالأصفر والبرتقالي، وأخيرا الأحمر. 7 ألوان. وكُتب عليه بخط ابيض عريض PACE، اي سلام.

أما في علم فخر المثليين (الى اليسار)، فنبدأ بالأحمر، ثم يتعاقب البرتقالي، والأصفر، والأخضر، فالأزرق والبنفسجي. 6 ألوان. 

وقد انتشر علم السلام على نطاق واسع ابتداءً من النصف الثاني من القرن العشرين، عندما بدأت بعض الحركات السلمية استخدامه في مختلف التظاهرات المناهضة للحرب.

وقد استُخدم في إيطاليا للمرة الأولى عام 1961 في مسيرة من أجل السلام. يومذاك، طلب ألدو كابيتيني  Aldo Capitini، الفيلسوف والناشط الاجتماعي، من نساء بيروجيا خياطة خطوط ملونة عدة من القماش لصنع علم يمكن استخدامه في مسيرة من بيروجيا إلى أسيزي. وتكرّرت المسيرة مرات عدة منذ ذلك الحين. وكان العلم المستخدم مكوّنًا عادةً من سبعة خطوط بألوان قوس قزح، تتوسطها كلمة "سلام" (Pace بالإيطالية).

واكتسب العلم شعبية واسعة عام 2002، بفضل حملة "السلام من كل شرفة" (Pace da tutti i balconi)، التي روّجها أليكس زانوتيلي Alex Zanotelli، احتجاجًا على مشاركة إيطاليا في حربي أفغانستان والعراق.

وتشتق ألوان علم السلام من قوس قزح، الذي يعتبر مرادفاً للسلام والوئام. رمز قوس قزح يشير إلى طوفان نوح في الكتاب المقدس، وظهر كعلامة للميثاق المتجدد بين الله والبشر، ليصبح صورة السلام بين الأرض والسماء، وبالتالي بين جميع البشر. 

في المقابل، يمثل علم فخر المثليين التنوع الجنسي لمجتمع المثليين، وتعبّر ألوانه عن التضامن والتنوع: الأحمر يمثل الحياة، والبرتقالي التعافي، والأصفر أشعة الشمس، والأخضر الطبيعة، والأزرق السحر والفن، والبنفسجي الروح.

البابا لاوون الرابع عشر يدعو للافراج عن الصحافيين

يشار الى انه خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام الاثنين، دعا البابا لاوون الرابع عشر إلى الإفراج عن الصحافيين المسجونين في العالم في حين أنهم يقفون في "الخطوط الأمامية" لتغطية النزاعات، ومنها الحرب الدائرة في أوكرانيا التي تلقى الحبر الأعظم دعوة من الرئيس فولودومير زيلينسكي لزيارتها، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقال خلال اللقاء الذي عقد في قاعة بولس السادس بالفاتيكان: "اسمحوا لي أن اؤكد تضامن الكنيسة مع الصحافيين المسجونين لانهم سعوا للبحث عن الحقيقة وقاموا بنقلها وأطلب إطلاق سراحهم".

ودعا البابا الـ267 إلى "حماية الحق الثمين المتمثل في حرية التعبير والصحافة". وأشاد بـ"شجاعة أولئك الذين يدافعون عن الكرامة والعدالة وحق الشعوب في الحصول على المعلومات". وأكد أن "وحدها الشعوب المطلعة على الوقائع قادرة على اتخاذ خيارات حرة".

وقال البابا البالغ 69 عاما: "أنتم في الخطوط الأمامية لنقل وقائع النزاعات والآمال في تحقيق السلام وحالات الظلم والفقر"، داعيا الصحافة الدولية إلى "اختيار نقل رسالة السلام بضمير وشجاعة".