أعلن البيت الأبيض، عبر منصة إكس، اليوم الثلاثاء، عن توقيع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، عدة اتفاقيات تتعلق باستثمارات سعودية ضخمة في أمريكا، وذلك في خطوة استراتيجية تؤكد متانة العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة.

حيث وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقية شراكة اقتصادية ضخمة، تشمل استثمارات سعودية في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، في إطار تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة.

وفي هذا التقرير من خاص مصر، سوف نستعرض أهم الصفقات التي أعلن البيت الأبيض، أنه قد جرى التوقيع عليها بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، وسنسلط الضوء على أهم ما ستتضمنه جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية.

توقيع الشراكة الاقتصادية بين السعودية وأمريكا في قصر اليمامة

جاء توقيع الاتفاقية بعد اجتماع مطوّل بين الزعيمين في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، حيث ناقشا ملفات التعاون الثنائي وفرص تطويرها.

أعقب الاجتماع حفل رسمي أعلن خلاله عن تفاصيل مذكرة التفاهم والمشاريع المتضمنة في الشراكة الاستراتيجية.

أبرز الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين أمريكا والمملكة

تضمنت الاتفاقية الاستراتيجية عددًا كبيرًا من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين الوزارات والجهات الحكومية في كلا البلدين، ومن أبرزها:

اتفاقية بين وزارتي الطاقة السعودية والأمريكية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة. مذكرة تعاون في التعدين والموارد الطبيعية بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية ووزارة الطاقة الأمريكية، لتمكين المملكة في هذا القطاع الحيوي. مذكرة نوايا دفاعية لتحديث قدرات القوات المسلحة السعودية، ضمن شراكة طويلة الأمد مع وزارة الدفاع الأمريكية. مذكرة تفاهم قضائية بين وزارتي العدل في البلدين، تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات القانونية. اتفاقية فضائية بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة ناسا، للمشاركة في مشروع “كيوب سات” ضمن مهمة “أرتميس 2” لرصد الطقس الفضائي. اتفاقية جمركية ثنائية تتعلق بالمساعدة المتبادلة في الإجراءات الجمركية، لدعم سلاسة التبادل التجاري. خطاب نوايا لدعم الحرس الوطني السعودي في مجالات الذخيرة والتدريب والصيانة والتحديث. اتفاق بين وزارة الداخلية السعودية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) بشأن تعزيز التعاون في مجالات الشراكة الأمنية. مذكرة نوايا صحية عسكرية تهدف إلى تطوير قدرات الرعاية الصحية للقوات المسلحة السعودية. بروتوكول تعديل اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، لتسهيل حركة الطيران وتعزيز التبادل السياحي والتجاري. اتفاقية للتعاون في الأبحاث الطبية بين المعهد الوطني لأبحاث الصحة في المملكة والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي.

استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في قطاعات حيوية داخل أمريكا

نشر البيت الأبيض تفاصيل الاستثمارات السعودية التي تم الاتفاق عليها، والتي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 600 مليار دولار، موزعة على قطاعات حيوية تشمل الدفاع، الطاقة، التكنولوجيا، الصحة، والرياضة.

وكان ترامب وصل بوقت سابق اليوم إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية، فيما رافقت الطائرة الرئاسية الأمريكية مقاتلات “أف 15” سعودية.

استثمارات سعودية دفاعية بـ142 مليار دولار

من أبرز ما تم الإعلان عنه، صفقة دفاعية ضخمة تصل إلى 142 مليار دولار، تتضمن توريد معدات أمريكية متقدمة.

يأتي ذلك بالإضافة إلى، برامج تدريب شاملة للكوادر السعودية، ما يعزز قدرات المملكة الدفاعية ويعمق التعاون العسكري بين الرياض وواشنطن.

اقرأ أيضًا..قبل زيارة ترامب.. اعرف أبرز الشركات المشاركة في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي

استثمارات سعودية لدعم الذكاء الاصطناعي بـ20 مليار دولار

أعلنت شركة DataVolt السعودية عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.

إلى جانب تطوير بنية تحتية للطاقة تخدم هذا القطاع المتنامي، ما يعكس توجه المملكة نحو الريادة التكنولوجية عالميًا.

استثمارات سعودية تكنولوجية بـ80 مليار دولار ومشاريع تحتية بـ 2 مليار دولار

في تحالفات نوعية مع شركات أمريكية كبرى، مثل Google وOracle وUber وAMD، تم الإعلان عن مشاريع مشتركة بقيمة 80 مليار دولار، تتضمن تطوير تقنيات متقدمة في الحوسبة، والذكاء الاصطناعي، وخدمات النقل الذكي.

ستتولى شركات أمريكية كبرى مثل AECOM وParsons تنفيذ مشاريع بنية تحتية سعودية بقيمة 2 مليار دولار، في مجالات النقل والطاقة والمياه، ما يعكس الثقة السعودية في الخبرات الأمريكية بمجال الإنشاءات.

الاستثمارات تشمل.. صادرات أمريكية متقدمة للسعودية ومشروع صحي ضخم

تشمل الحزمة الاستثمارية استيراد توربينات غاز من GE Vernova بقيمة 14.2 مليار دولار.

بالإضافة إلى شراء طائرات بوينغ 737-8 بقيمة 4.8 مليار دولار، مما يعزز التعاون الصناعي ويخلق آلاف الوظائف في الولايات المتحدة.

أعلنت شركة Shamekh IV Solutions السعودية عن مشروع ضخم بقيمة 5.8 مليار دولار، يشمل إنشاء مصنع متخصص في التكنولوجيا الطبية في ولاية ميشيغان الأمريكية، ما يدعم الابتكار في قطاع الرعاية الصحية ويخلق فرص عمل محلية.

إطلاق 3 صناديق استثمارية بـ14 مليار دولار

تم الاتفاق على إطلاق ثلاثة صناديق استثمارية بقيمة إجمالية 14 مليار دولار، تركز على قطاعات الطاقة، والدفاع، والرياضة.

وتهدف إلى دعم المشاريع الاستراتيجية داخل الولايات المتحدة وتعزيز الشراكة التجارية طويلة الأجل.

اقرأ أيضًا.. الصداقة أم المليارات؟ ماذا يريد ترامب من زيارته إلى الخليج؟

استثمارات سعودية تعزز نفوذ المملكة عالميًا

تأتي هذه الحزمة من الاتفاقيات والاستثمارات في وقت تسعى فيه المملكة العربية السعودية إلى ترسيخ دورها كلاعب اقتصادي محوري على الساحة الدولية.

وذلك في إطار رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وجذب الاستثمارات العالمية، فضلاً عن بناء شراكات استراتيجية مع القوى الكبرى.

جولة ترامب الخليجية تحمل في طياتها استثمارات سعودية ضخمة

من المتوقع أن يناقش منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، آفاق التعاون المستقبلي وسبل دعم رواد الأعمال والمشاريع التقنية الناشئة بين البلدين.

وقد وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح اليوم الثلاثاء إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل جولة خليجية تستغرق أربعة أيام تشمل إلى جانب المملكة، كلاً من قطر والإمارات.

وتحمل هذه الزيارة طابعًا اقتصاديًا بالدرجة الأولى، وسط توقعات بإبرام صفقات واستثمارات كبرى تتجاوز قيمتها تريليونات الدولارات، بينما ستبقى القضايا الأمنية، مثل الحرب في غزة والبرنامج النووي الإيراني، في خلفية المشهد.

ويرافق ترامب في جولته عدد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين، من أبرزهم الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” ومستشاره إيلون ماسك، إلى جانب لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك”، وجين فريزر المديرة التنفيذية لـ”سيتي جروب”.

كما يرافقه مسؤولون بارزون، على رأسهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث.

جولة ترامب الخليجية تشمل استثمارات سعودية وتوجه إلى منتدى الاستثمار

ومن المتوقع أن يشارك ترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، حيث ستشهد الفعاليات توقيع عدد من الاتفاقيات الضخمة بين البلدين.

ومن ثم يتوجه ترامب عقب ذلك إلى الدوحة غدًا الأربعاء، ثم إلى أبوظبي يوم الخميس، ضمن جدول زيارة يركّز على بناء شراكات اقتصادية جديدة مع دول الخليج.

وفي تصريحات قبيل وصوله إلى السعودية، أكد ترامب أنه يسعى إلى تعزيز التعاون الاستثماري بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، مشيرًا إلى أن السعودية وحدها التزمت سابقًا بضخ 600 مليار دولار في السوق الأمريكية خلال السنوات الأربع المقبلة، لكنه يطمح الآن إلى رفع الرقم إلى تريليون دولار.

صفقة سلاح كبرى على طاولة جولة ترامب الخليجية

كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز في وقت سابق، أن زيارة ترامب للسعودية قد تتوج بعرض صفقة سلاح كبرى تفوق قيمتها 100 مليار دولار، وتشمل طائرات نقل من طراز “C-130” ومجموعة من الأنظمة الدفاعية المتقدمة.

وتأتي هذه الصفقة في سياق تعزيز التعاون العسكري بين الرياض وواشنطن، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية الأمنية التي تواجهها المنطقة.

احتمال لقاء بوتين وزيلينسكي في تركيا

وفي تحول مفاجئ ضمن جولة ترامب، أعلن الرئيس الأمريكي أنه يدرس التوجه إلى تركيا يوم الخميس، حيث من المحتمل أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول لإجراء محادثات مباشرة تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية.

وتأتي هذه التحركات في وقت تجددت فيه الدعوات الدولية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، بعد عرض روسي باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة. إلا أن مشاركة ترامب في تلك المحادثات ما زالت غير مؤكدة حتى الآن.

ملفات ساخنة ضمن جولة ترامب الخليجية تشمل غزة وإيران

ورغم التركيز الاقتصادي للزيارة، تظل القضايا السياسية والأمنية حاضرة في خلفية المشهد.

إذ تسعى إدارة ترامب، وفق مصادر دبلوماسية، إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول باتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

كما شهدت العاصمة العمانية مسقط مؤخرًا لقاءً بين مفاوضين أمريكيين وإيرانيين لمناقشة احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي جديد يحد من أنشطة إيران النووية.

وهدد ترامب في وقت سابق باتخاذ إجراءات عسكرية ضد طهران في حال فشل المسار الدبلوماسي.

تجميد ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل

ورغم أن توسيع اتفاقيات إبراهام للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية كان أحد أبرز أهداف ترامب في الشرق الأوسط خلال ولايته السابقة.

إلا أن مصادر لرويترز، أكدت أن قضية التطبيع بين الرياض وتل أبيب لن تكون مطروحة خلال هذه الزيارة، وسط تعقيدات سياسية أبرزها رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، ومعارضته الصريحة لفكرة إقامة دولة فلسطينية.

وكان مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد صرّح مؤخرًا بأن هناك مؤشرات إيجابية بشأن توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، لكن الوضع مع السعودية يبدو أكثر تعقيدًا حاليًا.

جولة ترامب الخليجية تتضمن رسائل اقتصادية ورسائل دبلوماسية

بشكل عام، تعكس جولة ترامب الخليجية توجهاً واضحاً نحو تعزيز الشراكات الاقتصادية الأمريكية في المنطقة، من خلال الترويج لاستثمارات ضخمة وتقديم صفقات مغرية في مجالات التكنولوجيا والدفاع والطاقة.

وبينما تبدو الملفات السياسية معقدة وشائكة، فإنها تظل حاضرة في حسابات الزيارة، ولو من بعيد.

ويأمل ترامب، من خلال هذه الجولة، في استعادة ثقة الحلفاء الإقليميين وتعزيز الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، سواء عبر الأدوات الاقتصادية أو من خلال الانخراط الحذر في القضايا الأمنية العالقة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط