التقارب المصري – الإيراني يتسارع: هل اقترب التطبيع؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التقارب المصري – الإيراني يتسارع: هل اقترب التطبيع؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 08:02 صباحاً

يتفق كثير من المراقبين على أن العلاقات المصرية - الإيرانية شهدت تحسناً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن بعضهم يرى أنها لا تزال بعيدة نسبياً عن مرحلة التطبيع الكامل. غير أن تصريحاً لافتاً صدر أخيراً عن رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة محمد حسين سلطاني أوحى أن التطبيع بات قريباً جداً.
وبحسب ما نشرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، السبت، قال سلطاني إن "البلدين يجريان حالياً مشاورات كثيفة بشأن التطورات الإقليمية، ويمكن القول إنه تمّت تسوية أكثر من 80 بالمئة من القضايا المطروحة".
وأشار بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني عباس عراقجي تناولا في خلاله تطورات الأوضاع الإقليمية، لا سيما منها ما يتعلق بالجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي، والتي استضافتها سلطنة عمان.

تحسّن نسبي
ويرى أستاذ الدراسات الفارسية الدكتور أحمد لاشين أن مساحات التفاهم بين القاهرة وطهران شهدت تحسناً، لكنه يعتقد أن هناك "مبالغة من الجانب الإيراني"، معتبراً أن "القول أن 80 بالمئة من المشكلات قد حُلّت هو مبالغة في الخطاب السياسي".
ويضيف في حديث لـ"النهار": "من الطبيعي أن تحاول طهران الخروج من عزلتها عبر القاهرة، لكن لهذا المسعى حساباته المعقّدة بالنسبة الى مصر، حتى وإن ظهر بعض اللقاءات السياسية الرفيعة المستوى. فقرارات القاهرة تتسم بالهدوء الشديد، والوضوح، وعدم الاستعجال".
ويلفت إلى أن "الجانب المصري لم يعلن عن مساحات التوافق أو التفاهم مع إيران بشكل رسمي، ولا تزال القاهرة حذرة للغاية في ما يتعلق بإعادة العلاقات مع طهران". لكنه يستدرك: "هذا لا ينفي وجود تغير في مستوى العلاقات، خصوصاً بعد عملية طوفان الأقصى".
ويشير لاشين إلى أن "هناك تحولاً استراتيجياً في طبيعة التفاهمات بين البلدين، وليس في العلاقات بالمعنى الكامل، ويتجلى هذا التغير في عدد من الملفات: أولاً الملف اليمني، إذ تُناقش قضية الحوثيين على مستوى رئاسي. ثانياً، الصراع الإيراني – الإسرائيلي، فمصر تدعم سياسة عدم الانجرار إلى العنف التي تتبعها إسرائيل حيال إيران، وقادت القاهرة محاولات للتهدئة خلال الأزمة المستمرة. ثالثاً، المعادلات الدولية والإقليمية، ولا سيما منها التقارب المصري مع الصين وروسيا، خصوصاً في ظل أزمة قطاع غزة، والموقف المصري الرافض تهجير سكان القطاع.

تطبيع وشيك؟
من جهته، يقول الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق، لـ"النهار"، إن "التحسن الحالي هو نتاج لتراكم الجهود التي بذلها رئيس الوزراء العراقي الأسبق مصطفى الكاظمي، والاستراتيجية التي بدأت في أواخر عهد الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، وتلقّت دفعة قوية في عهد الرئيس الحالي مسعود بزشكيان".
ويرى أن "تسارع التطور في العلاقات يعود إلى مجموعة من المتغيرات الجيوسياسية التي تقرب البلدين من إعلان التطبيع الكامل".
وبشأن الملفات التي تم حل 80 بالمئة منها، يقسّمها فاروق إلى ثلاثة تصنيفات: أمنية – عسكرية،  وثقافية مذهبية، واجتماعية. الأول، يتعلّق بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، والأزمة في البحر الأحمر، إضافة إلى القضية المرتبطة بتدخل "حزب الله" في الثورة المصرية عام 2011. الثاني، يخص جهود طهران لتصدير الثورة ونشر التشيّع. الثالث، يشمل محاولات إيران التغلغل الفكري من خلال السياحة والأنشطة المشابهة.
ويعزو التسارع في التقارب إلى "الجهود التي بذلتها حكومة بزشكيان لتغيير الصورة الذهنية عن إيران كدولة راعية للإرهاب، والعمل على ترسيخ الصورة الحقيقية للدولة الإيرانية على المستوى الدولي".
ويضيف: "هناك أيضاً بُعد اقتصادي مهم؛ فإيران تنظر إلى مصر سوقاً واعدة، وتقديرات تشير إلى أن السياحة الإيرانية يمكن أن تضخ نحو ملياري دولار في الاقتصاد المصري. كما ترى طهران في القاهرة بوابة إلى السوق الأفريقية يمكن من خلالها تسويق منتجاتها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق