نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة تحت النار... والهجرة تتحول من استثناء إلى خيار مطروح بقوة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 05:04 صباحاً
لم تعد فكرة مغادرة قطاع غزة، على ما يبدو، مجرد خيار شخصي لا يتبناه جل الغزيين، بل تحولت في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة إلى رغبة جماعية تتصاعد في وجدان الفلسطينيين بشكل متسارع، مع استمرار ويلات الحرب وتفاقم الأزمات الإنسانية.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية هذا الشهر، أن نحو 49% من سكان غزة مستعدون للتقدم بطلبات من أجل تسهيل هجرتهم إلى دول أخرى، في مؤشر يعكس عمق الأزمة التي يعيشها الشارع الغزي.
وعلى وقع القصف، وانهيار البنية التحتية، وانسداد أفق العيش الإنساني الكريم، يتنامى شعور بين سكان القطاع بأن الهجرة هي السبيل الوحيد للنجاة، ليس فقط من الموت، بل أيضاً من واقع يغرق في الحاجة والفقر والدمار منذ أكثر من عام ونصف.
تحوّل في المزاج العام
ولم يعد ملف الهدنة التي طال انتظارها أو إعادة الإعمار الشغل الشاغل للغزيين، بل أضحى خيار "الخروج"، و"النجاة"، و"بناء حياة جديدة في الخارج" أحد الحلول المطروحة، حتى وإن كان ذلك عبر المعابر والموانئ الإسرائيلية.
ويعكس هذا التحول، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة، تغييراً جوهرياً في المزاج الشعبي، إذ لم يعد خيار الهجرة شراً لا بد منه أو حلاً وقتياً، بل بات خياراً اضطرارياً أمام الفلسطينيين الذين أنهكتهم الحرب والجوع.
انهيار مقومات الحياة
ويشير مراقبون إلى أن تفشي المرض، ونقص الغذاء والمياه الصالحة، وانعدام الرعاية الصحية والتعليم، كلها عوامل تدفع الغزيين إلى التفكير جدياً في المغادرة، خصوصاً أن الغالبية لم تعد ترى في استمرار حكم حركة "حماس" إلا مزيداً من الدمار والمعاناة.
وتقول مصادر محلية إن العديد من العائلات تحاول منذ أشهر التواصل مع جهات دولية ومنظمات إنسانية لتأمين ممرات آمنة للهجرة، رغم تأكيد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس أنه لا توجد أي رغبة لدى الغزيين بالمغادرة.
ورغم أن الحديث عن الهجرة لا يزال يُطرح في المجالس الخاصة أكثر من ظهوره العلني، إلا أن منظمات محلية ودولية تؤكد أنها تتلقى بشكل يومي استفسارات من سكان يرغبون بالمغادرة.
ويُنظر إلى هذا التغير على أنه نتيجة مباشرة لفقدان الثقة بالواقع القائم، وغياب أي رؤية واضحة لمستقبل القطاع. فبالنسبة لكثيرين، لم تعد الهجرة خيارًا اقتصاديًا أو تعليميًا، بل باتت مشروع نجاة جماعي.
غزة بين مطرقة الحرب وسندان الحصار
من جهتها، لم تُخفِ إسرائيل استعدادها لتسهيل ما تصفه بـ"الهجرة الطوعية"، رغم فشلها حتى الآن في إقناع دول لاستضافة الغزيين، في ظل الموقف العربي الموحد برفض خطوات تصب في خانة التهجير. ويثير هذا التوجه مخاوف من تحويل الهجرة إلى وسيلة لإحداث تغيير ديموغرافي في القطاع، وسط اتهامات بأنها جزء من خطة مدروسة لتفريغ غزة من سكانها.
في المقابل، لا تزال حركة حماس تصر على رفض أي نقاش حول مآلات هذه الدعوات، وتصفها بأنها "دعاية مضللة" تهدف إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني، فيما يرى مراقبون أن تمسك الحركة بالسلطة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي، قد يُعزز هذا التوجه نحو الهروب، خصوصاً في ظل انعدام البدائل.
يبدو أن غزة تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم: فإما مسار سياسي يضمن وقف الحرب بشكل مستدام وإعادة الاعمار، أو تصاعد موجة من الهجرة غير المسبوقة بحثاً عن حياة أفضل ما قد يمثل ضربة لحلم الدولة الفلسطينية.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : غزة تحت النار... والهجرة تتحول من استثناء إلى خيار مطروح بقوة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 05:04 صباحاً
0 تعليق