في إطار جهودها لتعزيز الابتكار وتحقيق تحول رقمي في قطاع النقل، أعلنت شركة “أوبر” العالمية عزمها إطلاق سيارات ذاتية القيادة في المملكة العربية السعودية خلال العام الجاري.

وذلك في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وتجسّد رؤية الشركة نحو مستقبل يعتمد على التكنولوجيا الذكية في تقديم خدمات النقل.

إعلان رسمي من أوبر في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي

جاء هذا الإعلان من رئيس شركة “أوبر”، دارا خسروشاهي، خلال مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يُعقد بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، وبحضور نخبة من قادة الأعمال وصناع القرار من الجانبين السعودي والأمريكي

وأكد خسروشاهي أن “أوبر” تستعد فعلياً لإطلاق تجربة السيارات ذاتية القيادة على الأراضي السعودية في 2025، وهو ما سيساهم في إحداث نقلة نوعية على مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة في المملكة، ويضعها في مصاف الدول الرائدة في تطبيق تقنيات النقل الذكي.

القيادة الذاتية: مستقبل السلامة وكفاءة التشغيل

وصف خسروشاهي تقنيات القيادة الذاتية بأنها ركيزة محورية في تطوير مستقبل النقل البري، موضحاً أنها تسهم في تعزيز السلامة المرورية من خلال تقليل معدلات الحوادث الناتجة عن الأخطاء البشرية، إلى جانب دورها في خفض التكاليف التشغيلية للشركات العاملة في قطاع النقل.

وأوضح أن السيارات ذاتية القيادة تعتمد على خوارزميات متقدمة وأنظمة استشعار دقيقة تجعلها قادرة على اتخاذ قرارات آنية والتفاعل مع البيئة المحيطة بكفاءة عالية، مما يُحسن من تجربة المستخدمين ويرفع من كفاءة الخدمة بشكل عام.

وأشار أيضاً إلى أن هذه التكنولوجيا ستوفر تجربة أكثر سلاسة وراحة للركاب، خاصة في المدن الكبرى ذات الكثافة المرورية العالية، مؤكداً أن “أوبر” تعمل على تكييف التكنولوجيا بما يتناسب مع المتطلبات المحلية في السعودية.

دعم مباشر لرؤية المملكة 2030

أكد رئيس “أوبر” أن إطلاق السيارات ذاتية القيادة في السعودية يأتي في سياق دعم أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تطوير منظومة نقل ذكية ومستدامة، وتحقيق تحول نوعي في البنية التحتية للنقل، مع تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا والابتكار.

وقال إن الشركة تنظر إلى السوق السعودي باعتباره أحد أهم أسواقها الاستراتيجية، حيث يشهد نمواً متسارعاً في مجال النقل التشاركي والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في تطوير المدن الذكية، مثل مشروع “نيوم” و”ذا لاين”، وهي مشاريع توفر بيئة مثالية لاختبار واعتماد تقنيات القيادة الذاتية.

نجاح “أوبر” مرتبط بتطور البنية التحتية

أوضح خسروشاهي أن نجاح الشركة في إطلاق هذه التقنية المتطورة في المملكة مرتبط بشكل وثيق بتطور البنية التحتية للنقل، لا سيما ما يتعلق بالشبكات الذكية، وتكامل أنظمة النقل، وتوفر بيئة تنظيمية مرنة تسمح بتجربة التقنيات الجديدة.

وأكد أن “أوبر” تعمل بشكل وثيق مع الجهات المعنية في السعودية، وفي مقدمتها وزارة النقل والهيئة العامة للنقل، لتوفير المتطلبات التنظيمية والتشغيلية اللازمة لإنجاح هذا المشروع، مشيداً بالتعاون الحكومي الفعّال في هذا المجال.

اقرأ أيضًا.. بقيمة 350 مليون دولار.. الوطنية للخدمات الأمنية السعودية توقع اتفاقيتين مع ليدوس الأمريكية

السعودية: وجهة عالمية لتقنيات النقل المستقبلية

تشير تصريحات رئيس “أوبر” إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت فعلياً تتحول إلى بيئة جاذبة للتكنولوجيا المتقدمة، وخاصة في قطاع النقل الذي يشهد حراكاً غير مسبوق، سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى الشراكات الدولية.

ويُنتظر أن يشكل إطلاق سيارات ذاتية القيادة في السعودية نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، ويضع المملكة في مقدمة الدول التي تعتمد تقنيات الجيل القادم في النقل الحضري، كما يفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الواعد.

وتؤكد “أوبر” أن المملكة تشكل نموذجًا مثاليًا لتبني هذه التحولات بفضل بيئتها التنظيمية الحديثة، والبنية التحتية المتطورة، والدعم الحكومي القوي لمبادرات التحول الرقمي.

ومع إعلان “أوبر” عن خطتها لإطلاق سيارات ذاتية القيادة في السعودية، تدخل المملكة مرحلة جديدة من تطوير قطاع النقل، بما يتماشى مع تطلعاتها الاستراتيجية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.

وتعد هذه الخطوة شاهدًا على التزام السعودية بالابتكار، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتقنيات المستقبل، وبيئة جاذبة للاستثمارات العالمية في قطاع النقل الذكي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط