في تطور يعكس استراتيجية تعزيز التعاون الزراعي والتجاري بين السعودية والصين، أعلنت وزارة الزراعة السعودية عن توقيع 57 اتفاقية مع الجانب الصيني، بقيمة إجمالية تصل إلى 14 مليار ريال (نحو 3.7 مليارات دولار).

وذلك على هامش منتدى الأعمال السعودي الصيني المنعقد في العاصمة الصينية بكين.

توقيع اتفاقيات استثمارية لتطوير الإنتاج الزراعي بين السعودية والصين

كشفت وزارة الزراعة السعودية أن الاتفاقيات تشمل 31 اتفاقية استثمارية مخصصة لتطوير مشاريع نوعية في مجالات الزراعة الحديثة والثروة الحيوانية والسمكية.

ومن أبرز القطاعات التي شملتها الاتفاقيات، إنشاء البيوت المحمية الزراعية التي تعتمد على تقنيات متقدمة لترشيد المياه وتعزيز الإنتاج، ومشاريع متكاملة في مجال إنتاج الدواجن وتربية المواشي.

بالإضافة إلى، تطوير البنى التحتية لمزارع الأسماك، وهو ما يمثل دفعة قوية لجهود الأمن الغذائي الوطني في السعودية.

وتهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز قدرات المملكة الإنتاجية في قطاع الزراعة، ونقل التكنولوجيا الحديثة، وتوفير فرص عمل في المناطق الريفية، إلى جانب المساهمة في تحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030” لتنويع مصادر الدخل.

26 اتفاقية السعودية والصين لتصدير المنتجات الزراعية السعودية إلى السوق الصينية

وفي الجانب التجاري، تم توقيع 26 اتفاقية مخصصة لتصدير المنتجات الزراعية السعودية إلى الأسواق الصينية، ما يمثل نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويؤسس لبناء مسار تصديري منتظم للمنتجات الغذائية والزراعية من المملكة إلى الصين.

وتشمل هذه المنتجات التمور السعودية، والخضروات والفواكه الطازجة، ومنتجات الألبان والعسل، إضافة إلى الأعلاف الحيوانية ومشتقاتها.

وتسعى السعودية من خلال هذه الاتفاقيات إلى فتح أسواق جديدة أمام منتجاتها الزراعية، وتعزيز حضورها في واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية عالميًا، حيث تمثل الصين شريكًا استراتيجيًا للمملكة في مجالات التجارة والاستثمار.

المنتدى يعزز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وبكين

جاءت هذه الاتفاقيات على هامش منتدى الأعمال السعودي الصيني، الذي انعقد في العاصمة بكين بمشاركة كبار المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع الخاص من الجانبين.

ويهدف المنتدى إلى دعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز التبادل التجاري، وتسهيل تدفق الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية.

وخلال المنتدى، تم التأكيد على رغبة البلدين في رفع مستوى التعاون الاقتصادي، لاسيما في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا والزراعة، بما يعكس التناغم بين مبادرة “الحزام والطريق” الصينية و”رؤية 2030″ السعودية.

خطوة نحو الأمن الغذائي وتوطين التكنولوجيا الزراعية

تأتي هذه الاتفاقيات ضمن جهود المملكة الرامية إلى تعزيز أمنها الغذائي عبر التوسع في الإنتاج المحلي، وإقامة شراكات دولية تسهم في توطين أحدث تقنيات الزراعة المستدامة.

كما تعكس هذه الخطوة التزام الحكومة السعودية بدعم المزارعين المحليين، وتوسيع قاعدة صادرات المملكة من المنتجات غير النفطية.

وتسعى وزارة الزراعة إلى جعل السعودية مركزًا إقليميًا للصناعات الغذائية، من خلال تشجيع الاستثمارات في سلاسل الإمداد الزراعية، وإنشاء مراكز لوجستية حديثة تربط الإنتاج بالأسواق العالمية، وعلى رأسها السوق الصيني.

العلاقات الاقتصادية بين السعودية والصين في تطور مستمر

تشير هذه الاتفاقيات إلى تطور ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين السعودية والصين، حيث تُعد بكين الشريك التجاري الأكبر للرياض، وتستحوذ على حصة كبيرة من الصادرات السعودية، لا سيما في مجال الطاقة.

ويُنتظر أن تعزز الاتفاقيات الأخيرة التنوع في العلاقات الاقتصادية، بالانتقال من التعاون النفطي إلى شراكات أوسع تشمل الزراعة والتقنية والقطاع اللوجستي.

وتؤكد هذه التوجهات حرص السعودية على الاستفادة من مكانتها الجغرافية والاقتصادية لبناء شراكات مستدامة مع قوى الاقتصاد العالمي، وعلى رأسها الصين.

اقرأ أيضًا.. السعودية تطلق مبادرة لتصحيح أوضاع العمالة المنزلية المتغيبة.. اعرف الخطوات

مستقبل واعد للتعاون الزراعي السعودي الصيني

من المتوقع أن تسهم الاتفاقيات الجديدة في دفع عجلة التنمية الزراعية في المملكة، وفتح آفاق استثمارية واعدة أمام الشركات الصينية، كما ستدعم الصادرات السعودية إلى آسيا وتزيد من تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق الدولية.

وفي هذا الصدد، فأن تعزيز التعاون مع الصين في مجال الزراعة قد يكون مقدمة لتعاون أوسع في مجالات الغذاء والتكنولوجيا الحيوية والبحث العلمي الزراعي، بما يعزز من دور السعودية كمصدر موثوق للغذاء في المنطقة والعالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط