عادل الصالحي يكشف عن ابتكاره الثوري في علاج التوحد: أمل جديد للأطفال - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عادل الصالحي يكشف عن ابتكاره الثوري في علاج التوحد: أمل جديد للأطفال - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 10:06 صباحاً

في مقابلة حصرية مع الدكتور عادل الصالحي، أحد الأسماء العراقية اللامعة في مجالي علم النفس والعلاج النفسي والعصبي، نجد شخصًا لم يقتصر دوره على تقديم حلول علاجية فحسب، بل قدّم للعالم ابتكارًا مهمًا في علاج مرض التوحد. وعلى رغم بعض التصورات المغلوطة التي تم ترويجها مؤخرًا، يوضح الدكتور الصالحي في هذه المقابلة أنه ليس طبيبًا بشريًا، ولكنه خريج بكالوريوس في علم النفس من جامعة بغداد، وحاصل على ماجستير في علم النفس الإكلينيكي من الجامعة المستنصرية، حيث تميز بحصوله على المركز الأول في دفعته.

حصل الدكتور الصالحي على شهادة الدكتوراه من جامعة سيغموند فرويد في فيينا، متخصصاً في علوم العلاج النفسي والعصبي، إذ ركز بحثه على اضطراب طيف التوحد. كما تمت معادلة شهاداته الأكاديمية في جامعة فيينا، إحدى أعرق الجامعات الأوروبية. كان هذا التفاني في العلم والعمل هو ما دفعه لتطوير تقنية علاجية تُعد قفزة علمية كبيرة في مجال علاج التوحد.

رغم التحديات التي مر بها، يواصل الدكتور الصالحي إثبات أن العلوم الإنسانية والنفسية لا تقل أهمية عن التخصصات الطبية الأخرى. في هذا اللقاء الحصري مع "النهار"، نغوص بعمق في تفاصيل ابتكاره في علاج التوحد، ونتعرف على رؤيته وآرائه حول هذا المجال الذي يشكل أملًا جديدًا لكثيرين

ما هي آلية العلاج؟
لا يمكن الإفصاح عن تفاصيل آلية العلاج حاليًا، لأن محتواه يخضع لحماية قانونية بموجب براءة اختراع موقتة. لكن عموماً، النموذج العلاجي يعتمد على مدخل مناعي-عصبي، أي أنه يستهدف تعديل الاستجابات المناعية والالتهابية التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في اضطراب طيف التوحد لدى فئة محددة من الأطفال. وقد تم تطوير هذا النموذج استنادًا إلى تحليل علمي دقيق ومراجعة أدبيات بحثية حديثة.

هل العلاج موجّه لكل حالات التوحد؟
لا، العلاج ليس عامًا لجميع حالات اضطراب طيف التوحد، بل وُضع نظريًا ليستهدف الحالات التي تنتمي إلى ما يُعرف بـ”النمط المناعي للتوحد” (Immune-mediated subtype)، وهي حالات تظهر فيها مؤشرات على وجود اضطرابات في التوازن المناعي أو التهابات مزمنة. هذه الفئة يتم تحديدها لاحقًا من خلال التحاليل والاختبارات خلال المرحلة السريرية.

كم استغرقت مرحلة التحضير قبل تقديم براءة الاختراع؟
استغرقت عملية تطوير النموذج المفاهيمي والبحث النظري والميداني أكثر من عامين ونصف عام، وتضمنت مراجعة مئات الأبحاث العلمية، إلى جانب تحليل إحصائي وسجلات سريرية، مع إعداد ملف قانوني علمي دقيق باللغة الإنكليزية لتقديمه الى مكتب البراءات والعلامات التجارية الأميركي (USPTO). تم ذلك بمجهود ذاتي كامل من دون أي دعم من جهة حكومية أو خاصة.

ما أبرز النتائج التي لوحظت على من جُرّب عليهم العلاج؟
حتى الآن، لم يُجر أي اختبار بشري. العلاج لايزال في مرحلة ما قبل السريرية (Preclinical Phase)، ولم يتم استخدامه على الأطفال أو البالغين. ما توافر لدينا هو نتائج من نماذج محاكاة نظرية ومخبرية تدعم جدوى الفكرة على المستوى الأولي فقط، من دون أن تكون بديلًا من التجربة الواقعية.

هل خضع هذا العلاج لتجارب سريرية رسمية؟
لا، لم تبدأ التجارب السريرية بعد. نحن في صدد التحضير لمرحلة ما قبل السريرية على نماذج حيوانية متخصصة، والتي تهدف الى تقييم أمان التركيبة وجدواها، وفقًا لأعلى المعايير الأخلاقية والعلمية المعتمدة دوليًا. بعد نجاح هذه المرحلة فقط سيتم تقديم طلبات الى الجهات التنظيمية للموافقة على التجارب البشرية.

ما الآثار الجانبية المحتملة؟
لا يمكن تحديدها حاليًا، لأن التجارب السريرية لم تبدأ بعد. تقييم الآثار الجانبية هو جزء أساسي من مراحل التطوير اللاحقة، وسيتم التعامل معه بدقة وشفافية من خلال فرق متعددة التخصص وخاضعة لمراجعة أخلاقية ولجان مستقلة.

ما مدى أمان استخدامه على المدى الطويل؟
هذا أيضًا غير معروف في هذه المرحلة. لا يمكن الحديث عن الأمان الطويل الأمد إلا بعد اجتياز مرحلتَي ما قبل السريرية والسريرية بنجاح، بإشراف علمي منظم ومرخّص من الجهات المعنية. نلتزم أعلى درجات الحذر، لأن صحة الإنسان فوق كل اعتبار.

هل هناك جهات دولية أو محلية داعمة لهذا المشروع؟
لا. المشروع حتى هذه اللحظة هو مجهود فردي بالكامل، تم تطويره وتمويله وتنفيذه بجهد ذاتي مني شخصيًا من دون أي دعم مالي أو مؤسسي من أي جهة داخلية أو خارجية، سواء كانت جامعات أو مؤسسات حكومية أو منظمات خاصة.

رسالتك لأهالي الأطفال المصابين بالتوحد؟
أقول لكل أم وأب: أنتم الأمل الحقيقي. أقدّر الألم الذي تعيشونه، ولكن أطلب منكم أن تصبروا، لأن الطريق العلمي دقيق ولا يمكن القفز فوق مراحله. نحن لا نبيع وهمًا ولا نُطلق وعودًا، بل نعمل وفق منهج علمي صارم، وكل خطوة نعلنها ستكون مدعومة بالأدلة والموافقات الرسمية. نحن معكم… ومن أجلكم نعمل بصبر وتفانٍ.

متى سيكون هذا العلاج متوفرًا؟
العلاج لن يكون متاحًاً قبل الانتهاء من التجارب العلمية الموثقة على مرحلتين: أولًا على النماذج الحيوانية (preclinical)، ثم على البشر بإشراف لجان دولية، وبعد الحصول على التصاريح الرسمية. لا يوجد تاريخ محدد حاليًا، ولكننا نَعد بالإعلان عن أي تقدم بشفافية كاملة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق