في إطار زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بمشاركة نخبة من كبار الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات العالمية.

ويأتي المنتدى في وقت تتجه فيه الأنظار إلى التحولات الاقتصادية والاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، وسط توقعات بإعلانات ضخمة تشمل صفقات تجارية وعسكرية كبرى.

إيلون ماسك أبرز المدعوين لـ منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي

كشفت مذكرة اطلعت عليها وكالة “رويترز” للأنباء، أن رجل الأعمال والملياردير الشهير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، من بين أبرز الشخصيات المدعوة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي المرتقب في الرياض.

وتأتي هذه الدعوة في أعقاب استئناف العلاقات بين ماسك وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، والذي كان قد شهد خلافًا في السنوات الماضية، قبل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها مع تدشين شركة تسلا عملياتها رسميًا في السعودية خلال أبريل 2025.

ويُنظر إلى مشاركة ماسك باعتبارها دلالة على تطور العلاقات بينه وبين الرياض، خاصة بعد الأدوار السياسية التي لعبها لصالح حملة ترامب الانتخابية، والتي عززت حضوره في دوائر النفوذ الأمريكي والخليجي.

حضور نوعي لقادة كبرى الشركات الأمريكية في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي

يتضمن المنتدى مشاركة رفيعة المستوى من قيادات الشركات الأمريكية الكبرى، حيث شملت قائمة المدعوين:

ومن المتوقع أن يشكل حضور هذه الشركات دفعة قوية للمنتدى، خصوصًا في ظل التوجه السعودي لتوسيع الاستثمارات الأجنبية وتوطين التكنولوجيا الحديثة، ضمن رؤية السعودية 2030.

صفقات بمئات المليارات.. تعاون اقتصادي وعسكري مرتقب

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد طالب في يناير الماضي السعودية بزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، داعيًا إلى ضخ ما يصل إلى تريليون دولار خلال أربع سنوات، تشمل صفقات دفاعية وتجارية واستثمارات مباشرة.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر “رويترز” بأن واشنطن بصدد تقديم حزمة أسلحة تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار إلى المملكة، في واحدة من أكبر الصفقات الدفاعية بين البلدين، ما يعزز من الشراكة الاستراتيجية المتنامية.

الرياض الوجهة الأولى لترامب في جولته الخارجية

تُعد زيارة الرياض هي المحطة الأبرز والأولى للرئيس الأمريكي ترامب في جولته الخارجية، والتي تشمل أيضًا قطر والإمارات، فيما استُبعدت إسرائيل من جدول الزيارة الحالي، على خلاف الزيارات السابقة لرؤساء أمريكيين.

وتؤكد هذه الخطوة، بحسب مراقبين، على الدور الجيوسياسي المتصاعد لدول الخليج في المعادلة الإقليمية والدولية، إضافة إلى عمق المصالح الاقتصادية والتجارية التي تربط ترامب بهذه المنطقة، خاصة في ظل الصراعات الجارية في المنطقة مثل الحرب في غزة والملف النووي الإيراني.

ترامب: الزيارة “تاريخية”.. وتحركات لصفقات كبرى

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل انطلاقه في الزيارة اليوم الإثنين، إن رحلته إلى الشرق الأوسط ستكون تاريخية بكل المقاييس، متوقعًا أن تسفر عن إبرام صفقات تجارية واقتصادية كبرى مع دول المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

كما أعرب عن احترامه لقيادة دولة قطر، مشيرًا إلى أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة وقدمت دعمًا كبيرًا في عدة ملفات إقليمية، ما يُظهر توجهًا أمريكيًا لإعادة ضبط العلاقات في الخليج بما يتماشى مع مصالح إدارة ترامب الجديدة.

منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي يأتي بنكهة سياسية واقتصادية

يحمل المنتدى الاقتصادي طابعًا متعدد الأبعاد، فهو ليس مجرد لقاء اقتصادي بحت، بل يمثل أيضًا منصة لإعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية، وتأكيد التوجه السعودي نحو تنويع الشراكات العالمية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الحلفاء الغربيين فقط.

كما يُعد المنتدى فرصة لتعزيز الثقة بين المستثمرين الدوليين والمملكة، خاصة مع الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها السعودية، والتي جعلتها وجهة جذابة للاستثمار في مختلف القطاعات، من الطاقة المتجددة إلى التقنية والبنية التحتية.

أهمية منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في ظل السياق الإقليمي والدولي

يأتي انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في توقيت حرج تشهده المنطقة، في ظل تصاعد التوترات في غزة، والمفاوضات النووية مع إيران، إضافة إلى التحولات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.

ويمثل المنتدى محطة محورية لتبادل وجهات النظر بين رجال الأعمال وصناع القرار، حول مستقبل العلاقات الاقتصادية، وأولويات المرحلة القادمة، والتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في ظل التحولات الجيوسياسية.

اقرأ أيضًا… زيارة ترامب للسعودية.. اعرف أبرز الصفقات والاستثمارات بين المملكة وأمريكا

الرياض تؤكد مكانتها مركزًا استثماريًا عالميًا

باستضافة هذا الحدث، تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كمركز استثماري عالمي في المنطقة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، ورؤيتها الطموحة لبناء اقتصاد قائم على التنوع والابتكار.

وتعكس المشاركة الواسعة في المنتدى الثقة المتزايدة التي يوليها المستثمرون الدوليون للبيئة الاقتصادية السعودية، والتي باتت من بين الأكثر تنافسية في العالم العربي، وفق مؤشرات عدة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط