نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الله يهدّي البال" - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 01:34 صباحاً
المهندس ريبال الياس سميا
تتواتر في الآونة الأخيرة في عددٍ كبيرٍ من وسائل الإعلام، تقارير وأخبار إيجابيّة، وأخيراً، تتضمّن منسوباً عالياً من التفاؤل بأنّ صيف لبنان سوف يكون واعداً سياحيّاً هذه السّنة بإذن الله. المهرجانات عائدة بقوّة، الدّول بدأت ترفع حظر السّفر عن رعاياها، حجوزات الطيران والفنادق مشجّعة. الأمل بصيفٍ ناشط، وتبقى العِبرَة في الإدارة.
المؤسّسات السياحيّة المنهكة نفسيّاً واقتصاديّاً، تأمل خيراً هذه السّنة بعودة الحركة السّياحيّة لتتنفّس الصّعداء، و للتّعويض قليلاً عمّا أصابها من شللٍ، نتيجة الأزمات التي حلّت بالبلد في السنوات الماضية، والتي أدّت إلى اقفال عدد لا يُستهانُ بِهِ من هذه المؤسّسات، و تسريح العاملين فيها.
بشائرُ خيرِ هذا الصّيف، لا تدغدغ أحلام القطاعات السّياحيّة وحسب، فقطاعات أخرى مثل الصِّناعة، والتِّجارة، والبناء وغيرها، تأملّ أن يُطَيِّبَ خاطِرها هذا الصّيف أيضاً. فهذه القطاعات تتأثّر ايجاباً أيضاً عند تحسّن القطاع السياحي، لأنّ هذا التحسّن يعطي مؤشّراً إيجابيّاً عن سمعة البلد الاقتصاديّة، في الدّاخل وللخارج أيضاً. وهو يضفي جوّا من الارتياح العام والراّحة النّفسيّة، اللّتين تنعكسان إيجاباً على "النّفسِيّة" الشّرائيّة، والقدرة الشّرائيّة عند المستهلك و المستثمر.
القطاع الخاصّ زيّتَ عِدَّته وأصبح جاهزاً لوجستياً وفنيّاً. فبالإضافة إلى المؤسّسات السّياحيّة، هناك المبادرات الفرديّة اللّبنانيّة، مثل نوادي المشي في الطبيعة والتّخييم، والنشاطات المائية... التي تلعب دوراً محوريّاً في إظهار طبيعة لبنان الرّائعة والإضاءة على العدد الأكبر من المناطق، وليس فقط المعروفة سياحيّاً. وتلعب أيضاً دوراً حيوياً في نشر الوعي العام حيال البيئة و المحافظة على الطّبيعة.
عدد لا يُستهان به من اللبنانيّين المقيمين، والمغتربين في جهوز، كلٌّ على حسب مقتدراته، منتظرين صيفاً هانئاً، هادئاً، ممتعاً مع العائلة والأصحاب. السيّاح عائدون.
وبما أنّ بعض أنواع الزّعتر في بعض الحالات يمكن أن تصبح استغلاليّة وطمّاعة، وكي لا يسقط موسم السياحة عند أقدام الوطن كما حصل مع حنانيا وسفيرة الطمّاعَين عندما سقطا عند أقدام الرّسل (أعمال 5)، مناجاةٌ إلى القيّمين على السّياحة عندنا أن يراقبوا المنقوشة كي لا "تفلت" من قبضة الرّقابة، ويحمىّ الصاج السنة القادمة، عالفاضي.
كي لا يتوب السائح عند فاتورة صحن الحمّص، وكي يتشجّع ويُخبر عن تجربته "بالمنيح" و"يعيدا"، بعض الخطوات الاستباقيّة البسيطة التي تعطي دفعاً معنوياً يمكن أن تؤخذ في الاعتبار. مثلاً تفعيل دور الشرطة السياحية، تشديد الرقابة على الاسعار التي منذ أن "شمّت" رائحة الصّيف بدأت بالتّصاعد. صيانة شارات السّير، وإعادة تشغيل الضّوئيّة منها. الاستفادة من برامج أعمال البلديّات الجديدة (مبروك للفائزين و حظاً أوفر لغير الموفقين) المليئة بالبرامج الاصلاحيّة والمشاريع الإنمائية. وهنا دور النّاخب أيضاً. فالإنارة والزّفت فائضان على الورق. بعض المتابعة والمطالبة بالالتزام بالوعود يمكن أن ينقلها من الورق إلى الأرض، فتنتهي معاناة السائقين، و يعود المشاة إلى الأرصفة، ويكون النّاخب أدّى دوره الرّقابيّ أيضاً.
لبنان السياحة عائد بقوّة هذه الصيفيّة. إنّه صيف واعد. اللّهم أبعد عن وطننا شرّ كأس الخضّات الأمنيّة وشبح الزّعتر. "الله يهدّي البال بمضيق جبل طارق، لَيُظبَط موسم السياحة ونتنفّس شويّ".
0 تعليق