في لحظة تاريخية تم دفن جندي بعد 108 عام من وفاته، حيث وُوري جون تيم، الذي لقي حتفه خلال الحرب العالمية الأولى، الثرى بمراسم عسكرية كاملة، وفقا لتقرير صنداي تايمز.

أُقيمت مراسم الجنازة المهيبة يوم 8 مايو 2025 في بلجيكا، بعد التعرّف على رفاته من خلال فحص الحمض النووي، مانحةً عائلته خاتمة طال انتظارها.

رحلة مفقود: دفن جندي بعد 108 أعوام

قُتل الجندي جون تيم في 16 أغسطس 1917، خلال معركة لانغمارك، التي كانت جزءًا من النضال الأكبر على الجبهة الغربية، وكان واحدًا من ثلاثة إخوة خدموا في فوج بيركشاير الملكي، وقد فقد اثنين منهم، ألفريد وويليام، حياتهما أيضًا أثناء الخدمة، على الرغم من عدم العثور على جثتيهما.

عُثر على رفات الجندي تامي أثناء أعمال طرق قرب إيبرس، بلجيكا، عام 2022. وتمكن فريق تحقيقات دقيقة بقيادة مركز الإصابات والتعاطف المشترك (JCCC) التابع لوزارة الدفاع – المعروف باسم “محققو الحرب” – من تحديد هوية الجندي من خلال بقايا جرح في الكتف، وشارة قبعة، ولقب كتف، تعود لفوج بيركشاير الملكي.

أكّدت فحوصات الحمض النووي الإضافية، باستخدام عينة قدمها ابن أخ تامي، كيث بروكس، هوية الجندي.

تأبين عائلي مؤثر

لطالما احتفظت عائلة الجندي تامي بذكريات أقاربهم الشهداء، توارثتها الأجيال.

وأعرب كيث بروكس، ابن أخ تامي الأكبر، عن مشاعره العميقة عقب تأكيد هوية عمه: “لقد تذكرت العائلة جون وشقيقيه، ألفريد وويليام، من خلال صورهم وذكرياتهم الغامضة.

الآن، بعد العثور على رفات جون، أصبح أكثر من مجرد صورة بعيدة، لقد جعله هذا أكثر واقعية، وقصته للأجيال القادمة”.

في الذكرى الـ 110 لوفاة ألفريد وويليام، التي وقعت خلال معركة أوبرز ريدج عام 1915، زار بروكس، برفقة جنود من الكتيبة الثانية من فوج البنادق، نصب بلوغستيرت التذكاري لتكريم الأخوين اللذين سقطا في المعركة، وبينما لم يُعثر على جثتي ألفريد وويليام، فقد منح دفن تامي العائلة شعورًا طال انتظاره بنهاية المطاف.

أقرا أيضا.. بعد وقف إطلاق النار.. هل انتهت فرص الحرب بين الهند وباكستان؟

دفن جندي بعد 108 أعوام من وفاته: جنازة عسكرية كاملة

تعاون مركز الإصابات والتعاطف المشترك، المُكرّس لتحديد رفات الجنود البريطانيين من الحروب السابقة، بشكل وثيق مع فرقة البنادق لمنح الجندي تيم الجنازة العسكرية الكاملة التي يستحقها.

أعربت روزي بارون، عضوة المركز، عن فخرها بمساعدة عائلة تيم في إيجاد نهاية لمعاناتهم: “لقد كان شرفًا لي العمل مع فرقة البنادق لمنح الجندي تيم الجنازة العسكرية الكاملة التي يستحقها، ولإجراء البحث الذي أدى إلى تحديد هويته. كما كان من دواعي سروري مقابلة كيث، ومشاركة هذه التجربة معه ومع عائلته”.

يواصل مركز الإصابات والتعاطف المشترك لعب دور حاسم في تحديد هوية الجنود الذين سقطوا، وضمان إعادة دفن أولئك الذين دُفنوا سابقًا على أنهم “مجهولون” بالاحترام والتقدير الذي يستحقونه.

رمز للتضحية والذاكرة

لا تُمثّل إعادة دفن الجندي جون تيم لحظةً تُجسّد نهايةً عائلية فحسب، بل تُمثّل أيضًا رمزًا قويًا للإرث المستمر لأولئك الذين قاتلوا وماتوا خلال الحرب العالمية الأولى. ستُنقل قصته، التي باتت معروفةً بالكامل، إلى الأجيال القادمة، مُذكّرةً العالم بتضحيات جنود مثل تامي وإخوته، الذين ستُخلّد ذكراهم إلى الأبد.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط