في مشهد مألوف بات يتكرر مع تغير الفصول، استيقظ المصريون اليوم الإثنين 12 مايو 2025 على وقع عاصفة ترابية مفاجئة ضربت مناطق متفرقة من البلاد، حاملة معها تغيرات جوية حادة قلبت أجواء الربيع رأسًا على عقب.

طبقا لـ تحيا مصر ، بينما تعيش بعض المحافظات الشمالية انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، تتأجج الأجواء في الجنوب بحرارة شديدة، وكأن الطبيعة اختارت أن تعزف لحنًا متناقضًا يجمع بين البرد والحر في آنٍ واحد.

رياح أوروبية باردة تُغيّر ملامح الطقس شمالًا

الهيئة العامة للأرصاد الجوية كشفت عن قدوم كتل هوائية باردة من شرق أوروبا، تسببت في هبوط حاد لدرجات الحرارة وصل إلى 7 و8 درجات مئوية مقارنة بالأيام السابقة، لا سيما في القاهرة الكبرى والدلتا والسواحل الشمالية. 

وهذا الانخفاض لم يكن وحده هو الحدث، بل رافقته رياح نشطة محملة بالرمال والأتربة، أثرت على الرؤية الأفقية وأثارت القلق لدى المواطنين، خصوصًا في المناطق المفتوحة.

وحذّرت الأرصاد من استمرار هذه الأجواء المتقلبة على مدى اليومين المقبلين، ما يستدعي الحذر الشديد ومتابعة مستمرة للتقارير الجوية، خصوصًا مع احتمالات التغيرات المفاجئة في حالة الطقس.

بين البرودة شمالًا والحرارة  جنوبًا.. التباين سيد الموقف

في القاهرة الكبرى، بلغت الحرارة العظمى 32 درجة مئوية مع طقس معتدل نهارًا يميل للبرودة ليلًا بدرجة صغرى تبلغ 23 مئوية، أما الإسكندرية ومطروح، فقد حظيتا بأجواء لطيفة بلغت العظمى فيها 26 مئوية مع ليالٍ هادئة نسبياً. غير أن هذا الهدوء لا يمنع نشاطًا للرياح يثير الأتربة على فترات.

في المقابل، تحترق مدن الجنوب بحرارة مرتفعة وصلت إلى 42 درجة مئوية في أسوان والأقصر، وسط تحذيرات من التعرض المباشر للشمس، خاصة في ساعات الذروة، ورغم الانخفاض الليلي النسبي، تبقى الأجواء خانقة في النهار، ما يستوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

شبورة صباحية.. وتأثيرات مرورية محتملة

ومن ضمن المشاهد المتوقعة أيضًا، ظهور شبورة مائية خفيفة في ساعات الصباح الأولى، لا سيما على الطرق الزراعية والسريعة شمال البلاد، مما قد يسبب صعوبات في الرؤية على الطرق ويستلزم من السائقين التزام قواعد القيادة الآمنة والتقيد بالتعليمات المرورية.

الرسالة الأهم لا تستهين بتقلبات الطقس

يبدو أن الطقس هذا الأسبوع يحمل في طياته رسائل خفية بضرورة الاستعداد والتأهب، فالربيع الذي يُفترض أن يكون معتدلًا، لا يخلو من مفاجآته. 

ومع نشاط الرياح المحملة بالأتربة وانخفاض درجات الحرارة شمالًا، يقابلها في الجنوب حرارة شديدة، ما يجعل التنقل بين المحافظات تجربة مناخية متقلبة بامتياز.