نقل آني غير مسبوق بين حاسوبين كموميين يفتح عصر الاتصالات بلا أسلاك - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نقل آني غير مسبوق بين حاسوبين كموميين يفتح عصر الاتصالات بلا أسلاك - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 08:55 صباحاً

في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلن فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد عن تحقيق أول عملية نقل آني للمعلومات بين حاسوبين يعملان بتقنية الحوسبة الكمية، مستخدمين ظاهرة التشابك الكمي، وهي إحدى أكثر الظواهر غرابة في فيزياء الكم والتي وصفها ألبرت آينشتاين ذات يوم بـأنها "الفعل المخيف عن بُعد".

رغم أن مصطلح "النقل الآني" يستحضر صوراً من أفلام الخيال العلمي التي تُظهر انتقال الأجسام لحظياً من مكان إلى آخر، فإن ما تحقق علمياً في هذا السياق لا يتعلق بالمادة الفيزيائية بقدر ما يتعلق بالمعلومات الكمومية، أو ما يُعرف بـ"الكيوبت" (qubit). فقد تمكن العلماء من نقل الكيوبت من معالج كمومي إلى آخر، من دون استخدام كابلات أو ألياف ضوئية، للمرة الأولى في تاريخ البحث العلمي.

العملية اعتمدت على تقنية تُعرف باسم "مصيدة الأيونات"، يتم فيها استخدام الليزر لتوجيه أيونات مشحونة داخل مجال كهرومغناطيسي، والتحكم بحالاتها الكمومية. ومن خلال خلق تشابك كمومي بين الأيونات، أصبح بالإمكان نقل الحالة الكمومية – أي محتوى الكيوبت – من جهاز إلى آخر، في ما يمكن اعتباره أساساً جديداً كلياً لطريقة تبادل المعلومات.

ويُعد هذا الإنجاز خطوة جوهرية نحو إنشاء شبكات اتصالات كمومية، قد تُحدث تحولاً جذرياً في طريقة انتقال البيانات. فبدلاً من البتات الثنائية التقليدية، يمكن عبر هذه التقنية نقل المعلومات الكمومية لحظياً وفي مستوى غير مسبوق من الأمان، بفضل طبيعة التشابك الكمومي التي تجعل اختراق البيانات أمراً بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً.

 

صورة تعبيرية

بحسب تقرير لمجلة "Science Alert"، فإن هذا التقدم يمهد الطريق لتأسيس شبكات كمومية عالمية فائقة السرعة، يمكن أن تُستخدم في تطبيقات حيوية تشمل المؤسسات الحكومية والمنشآت الطبية، حيث يُعد الأمان وسرعة تبادل المعلومات أمراً حيوياً.

ورغم أن الحوسبة الكمية لا تزال في طور النضوج مقارنةً بنظيرتها الكلاسيكية، فإن النقل الآني بين الحواسيب الكمومية يمثل دليلاً واضحاً على أن مفاهيم كانت تُعد سابقاً ضرباً من الخيال بدأت تتجسد على أرض الواقع. عالم بلا كابلات، بحيث تنتقل المعلومات لحظياً، لم يعد حلماً بعيد المنال، بل احتمالاً علمياً يقترب خطوة بخطوة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق