ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 11 مايو 2025 11:50 مساءً - يترقب المستثمرون في «وول ستريت» أسبوعاً حافلاً بالبيانات الاقتصادية الحاسمة، وسط مراقبة دقيقة لاحتمالات تغيّر في قيادة السوق الأمريكية بعيداً عن القطاعات الدفاعية، في إشارة محتملة إلى تصاعد شهية المخاطرة في الأسواق، حسبما أشارت «رويترز» في تقريرها الأسبوعي للأسهم الأمريكية.

ورغم تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 3.7 % منذ بداية العام، متأثراً بالمخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ فإن قطاعي السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق - اللذين يُنظر إليهما عادة كونهما ملاذات آمنة - سجلا مكاسب بلغت 5 % و5.6 % على التوالي هذا العام.

وتؤكد «رويترز» أن المستثمرين يلجؤون عادة إلى هذه القطاعات، لما تتمتع به من قدرة نسبية على مقاومة التباطؤ الاقتصادي، بالإضافة إلى ما توفره أسهمها من توزيعات أرباح قوية.

وقال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة هورايزون إنفستمنت سيرفيسيز: «إذا كان السوق في وضع تجنب المخاطرة، فإن هذه القطاعات ستواصل تصدر الأداء، غير أن الآونة الأخيرة شهدت تحولاً في الأداء مع تعافي السوق الأمريكية من أدنى مستوياتها، خلال الشهر الماضي، حيث بدأت قطاعات مثل التكنولوجيا، والصناعات، والسلع الاستهلاكية التقديرية – المرتبطة غالباً بالتفاؤل الاقتصادي وسلوك المستثمرين الباحثين عن المخاطرة – في تحقيق أداء قوي».

ويرى مارك لوشيني، كبير استراتيجيي الاستثمار في «جاني مونتغومري سكوت» أن انتقال القيادة من القطاعات الدفاعية إلى قطاعات مرتبطة بالنشاط الاقتصادي مثل المالية والطاقة «قد يكون إشارة على أن المستثمرين بدأوا يستعيدون شيئاً من الروح المغامِرة حيال آفاق الاقتصاد»، مضيفاً أن ذلك «يعكس تراجعاً في الحذر داخل أوساط المستثمرين».

ورغم أن البيانات الاقتصادية حتى الآن هذا العام أظهرت متانة نسبية فإن استطلاعات الثقة والبيانات الأخرى بدت ضعيفة. ويقول ماثيو ميسكين، الشريك في إدارة الاستراتيجيات الاستثمارية لدى «مانولايف جون هانكوك إنفستمنتس»: «ما يحاول خبراء الاقتصاد الكلي فهمه هو: هل ما نراه مجرد تباطؤ في المعنويات يعكس ميلاً دفاعياً في الأسواق؟ أم أن هناك مشكلة أكثر عمقاً؟»

وسيكون للأرقام الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع دور حاسم في توضيح الصورة، إذ تصدر غداً بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أبريل، ما يوفر قراءة جديدة لاتجاهات التضخم، بينما تكشف بيانات مبيعات التجزئة، الخميس، عن حالة الإنفاق الاستهلاكي.

ولا تزال تداعيات الرسوم الجمركية الاقتصادية غير واضحة، بحسب «رويترز»، في ظل تزايد المخاوف من أن تؤدي إلى رفع الأسعار وإبطاء النمو.
ويحذر ماثيو ميسكين من أن تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين قراءة تفوق التوقعات مع نتائج ضعيفة لمبيعات التجزئة قد يثير القلق من شبح «الركود التضخمي» – وهو مزيج من نمو بطيء وتضخم مرتفع – ما قد يشكل ضغطاً على الأسهم.

وقد ألمح الاحتياطي الفيدرالي إلى هذه المخاوف، خلال اجتماعه الأخير، حيث أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، مشيراً إلى تزايد المخاطر المتعلقة بكل من التضخم والبطالة.

وتقول «رويترز»: «بعيداً عن البيانات الاقتصادية يترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور نتائج أعمال عدد من الشركات الأمريكية، أبرزها عملاقة التجزئة «وولمارت»، التي من المتوقع أن تقدم بياناتها نظرة على سلوك المستهلكين وتكاليف السلع المستوردة».

وسجلت الأسهم مكاسب، الخميس، بعد إعلان ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن اتفاق تجاري هو الأول منذ أن أشعل ترامب حرباً تجارية عالمية، عبر فرض رسوم جمركية واسعة على الشركاء التجاريين.

وسيواصل المستثمرون متابعة مفاوضات إدارة ترامب مع دول أخرى على أمل التوصل إلى المزيد من الاتفاقات، خاصة بعد أن علّق الرئيس الشهر الماضي العديد من الرسوم الأشد قسوة لمدة 90 يوماً. وفي بيان صدر، الأربعاء، قال محللو مركز الأبحاث المالي المستقل CFRA، إن «المحادثات بدأت تأخذ منحى عالمياً، وهناك تفاؤل متزايد بإمكانية التوصل إلى اتفاقات قبل انتهاء فترة التجميد المؤقت».

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.