أعلن وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الكويتي، صبيح المخيزيم، اليوم الأحد، أن بلاده ستبدأ خلال العام الجاري تنفيذ مشروع “الشقايا” لإنتاج الطاقة الكهربائية، والذي يعد من أكبر مشاريع الطاقة في البلاد، بطاقة إنتاجية تصل إلى 4800 ميغاواط.

ومن المتوقع أن يُسهم المشروع، عند اكتماله، بما بين 26% إلى 27% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في الكويت.

وأوضح الوزير، في تصريحاته على هامش مؤتمر الطاقة المستدامة، أن تشغيل المشروع الفعلي من المقرر أن يبدأ في صيف عام 2028، مشيراً إلى أن التكلفة المالية الكاملة للمشروع لا تزال قيد الدراسة، نظراً لحجم الاستثمار الكبير المطلوب ومرحلية التنفيذ.

تنفيذ متعدد المراحل لـ مشروع الشقايا وشراكات دولية لتعزيز الطاقة النظيفة

المخيزيم كشف أن المشروع سيتم تنفيذه على مراحل متتابعة، بعضها سيتم بالشراكة مع القطاع الخاص من خلال هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بينما سيُنفذ جزء آخر بالتعاون مع الحكومة الصينية، التي وقّعت معها الكويت في مارس الماضي اتفاقية لتنفيذ مشاريع طاقة متجددة بقدرة إنتاجية تقارب 3500 ميغاواط.

وأكد الوزير وصول وفد رسمي من الجانب الصيني إلى الكويت صباح اليوم، تمهيداً لزيارة موقع المشروع والاطلاع على التحضيرات الميدانية، في خطوة تعكس تقدم مستوى التنسيق بين الطرفين.

تنفيذ مشروع الشقايا وسط أزمة كهرباء قائمة

تأتي هذه الخطوة في ظل أزمة كهرباء متفاقمة تشهدها الكويت، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، نتيجة النمو السكاني السريع، والتوسع العمراني، وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تأخر أعمال الصيانة في بعض محطات توليد الكهرباء.

هل يختفي القطع المبرمج للكهرباء؟

قد اضطرت الحكومة الكويتية خلال الصيف الماضي إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية استقرار شبكة الكهرباء، شملت قطع التيار الكهربائي بشكل مبرمج عن بعض المناطق الصناعية والزراعية خلال أوقات الذروة، وخاصة في ساعات الظهيرة.

هذه الانقطاعات المتكررة أثارت قلقاً متزايداً في الأوساط الصناعية والزراعية، لما لها من تأثير مباشر على الإنتاج ووسائل التبريد والتكييف.

رؤية 2050: 50% من الكهرباء من مصادر متجددة

ضمن رؤيتها الاستراتيجية طويلة الأمد، تهدف الكويت إلى إنتاج 50% من إجمالي احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.

وأكد الوزير المخيزيم، خلال افتتاح “أسبوع الكويت للطاقة المستدامة”، أن الحكومة ملتزمة بتحقيق مزيج طاقي متوازن يرتكز بشكل متزايد على الطاقة النظيفة، مشدداً على أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لم يعد ترفاً أو خياراً تقنياً، بل أصبح ضرورة تفرضها التحديات البيئية والاقتصادية العالمية.

الاستدامة أولوية وطنية وتحدٍ تنموي

وأضاف الوزير أن الاستثمار في الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة بات من الركائز الأساسية للتنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وقال إن الكويت تدرك تماماً حجم التحديات التي تواجهها على صعيد الطلب المتزايد على الطاقة، وتتعامل معها بخطط مدروسة تجمع بين الحلول التقنية والشراكات الدولية.

وفي هذا الإطار، تعمل البلاد على زيادة سعة الربط الكهربائي مع دول الخليج من خلال إنشاء خط هوائي جديد، من المقرر الانتهاء منه في صيف العام الحالي، بما يسمح باستيراد الكهرباء من الدول التي تمتلك فائضاً في الإنتاج خلال فترات الذروة.

اقرأ أيضًا..بعد أزمة الشرع.. دعوات في العراق لمنع الكويت من حضور القمة العربية.. ما القصة؟

مشروع الشقايا يؤكد سعي الكويت نحو مستقبل طاقة مستدام

يمثل مشروع الشقايا للطاقة المتجددة خطوة محورية ضمن جهود الكويت لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وفي ظل الظروف المناخية القاسية وارتفاع الاستهلاك الكهربائي، تبدو الحاجة إلى مشاريع كهذه ملحّة أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وازدياد الأحمال على الشبكة الوطنية.

ومع انطلاق العمل في المشروع خلال هذا العام، وترقّب تشغيله في 2028، تأمل الكويت أن تُحدث نقلة نوعية في مشهد الطاقة لديها، بما يحقق الأمن الطاقي والتنمية المستدامة، ويُعزز مكانتها كدولة خليجية تسير بخطى ثابتة نحو اقتصاد منخفض الكربون.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط