أقفلت الساعة السابعة من مساء اليوم، صناديق الاقتراع للمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وبدأت عملية الفرز.

وسجّلت أعلى نسبة اقتراع في المنية-الضنية (49.38%) تليها البترون (48.05%)، ثم عكار (46.28%).أما النسب في باقي الأقضية فكانت: زغرتا 38.54%، الكورة 38.53%، بشري 32.00%، وأدناها في طرابلس بنسبة 24.71%.

وشهدت الأقضية سلسلة من الإشكالات الأمنية واللوجستية بالتزامن مع سير العملية الانتخابية البلدية والاختيارية، حيث سجلت نسب مرتفعة من الشكاوى والاضطرابات، ما استدعى تدخل القوى الأمنية والجيش اللبناني في عدد من المناطق لضبط الوضع.

إرباك بين اللوائح المستقلة في طرابلس ...هل حصل تأخير متعمد بتصاريح للمندوبين؟

ولفت مراسل "النهار" ابراهيم الغريب إلى أن 6 لوائح في طرابلس تنافست على سدة البلدية واحدة منها مدعومة من نواب وقوى سياسية وال٥ الباقية مدعومة من قوى مستقلة. وعلى عكس الأجواء النارية التي كانت تسود فترة ما قبل اليوم الانتخابي في طرابلس فإن الهدوء وضعف نسبة المقترعين طغيا على المشهد في العاصمة الثانية. 
ولم يقتصر التوتر في اليوم الانتخابي على تدني نسبة الاقتراع فحسب بل على أصوات المندوبين في اللوائح المستقلة بعدما تأخر إصدار تصاريحهم من سرايا طرابلس في حين كان مندوبو لائحة "رؤية طرابلس" المدعومة من قوى سياسية قد تسلموا تصاريحهم ودخلوا إلى الأقلام .مضت ساعات طويلة بعد افتتاح صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة والمندوبون ينتظرون خارج المراكز والعملية الانتخابية مستمرة. 
"النهار" تواصلت مع محمد ابراهيم احد مرشحي "لائحة نسيج" المدعومة من قوى مستقلة ومجتمع مدني و تحدث ابراهيم عن أنه حمل أسماء مندوبي اللائحة وتوجه بها إلى سرايا طرابلس بعدما وصلت الساعة إلى حدود ال ١٢ ظهراً و قدم الأوراق واحتج على التأخر وأخذ الأمر وقتاً طويلاً نسبياً حتى تمت معالجته. واشار ابراهيم الى ان المحامين في اللائحة سيعملون على التحقق من قانونية ما حصل سيما وانه ساهم في تدني نسبة الاقتراع و شكل حالة من الإرباك في صفوف المندوبين والناخبين. 

ويقول أحد مندوبي "لائحة حراس المدينة" ان عدداً كبيراً من المندوبين لم يستلموا تصاريحهم ابداً واضطروا للعودة إلى منازلهم سيما أولئك الذين يتم تعيينهم كمندوبين ثابتين. 
وتقول مصادر ان الأمور تبدلت مع وصول  وزير الداخلية احمد الحجار إلى طرابلس وسماعه شكاوى المندوبين حول ما حصل وان حجار اشرف بنفسه بعدها على عملية الإسراع في تسليم التصاريح الا أن الأمر تأخر قليلاً بسبب مرور وقت طويل وبلوغ الساعة الثالثة بعد الظهر.

ويقول الناشط السياسي مصباح الساكت ان لوائح المستقلين دائماً ما تتعرض لعرقلة و انه يجب التحقق في هذه الحادثة والوقوف عندها جيداً لمعرفة مت اذا كان ما حصل مقصوداً ام لا. 
أمانة سر محافظة الشمال نفت ان يكون التأخير مقصوداً وقالت إن اللوائح هي من تأخر في إرسال داتا أسماء المندوبين  وأن عدد المندوبين كان أكبر من قدرة السرايا. 
منسق قضاء طرابلس في جمعية لادي هارون صميدة قال ل"النهار" أن لادي تعاطت مع ما حصل على أنه مخالفة لقانون الانتخابات و يندرج تحت بند التقصير وعرقلة العملية الانتخابية الا ان التقصير يمكن اعتباره من الطرفين لا من طرف محافظة الشمال فقط .

سياسة وسياحة في البترون... انتخابات بلدية وأجواء سياحية تعكس حيوية المدينة

في قلب قضاء البترون وأكبر ساحاته الانتخابية، أفادت مراسلة "النهار" غوى خيرالله بأن مدينة البترون شهدت منافسة، في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة شمال لبنان وعكار، بين لائحتين. 

في مجلس مدينة البترون البلدي 15 مقعدًا تتنافس عليها اللائحتان. الأولى بعنوان "كلّنا للبترون" ويقودها رئيس البلديّة الحالي رجل الأعمال مرسيلينو الحرك، وهو رئيس البلدية منذ منذ 25 عامًا. واللائحة توافقية بين قوى سياسية متناقضة تجمع القوّات اللبنانيّة والتيّار الوطنيّ الحر والكتائب اللبنانيّة وتيار المردة.

في المقابل، لائحة "للبترون وأهلها" برئاسة المحامي ميشال الدغل، وهي لائحة غير مكتملة مؤلفة من 11 مرشحا وتحظى بدعم عائلات. ويقول مشاركون في حملة لائحة "للبترون وأهلها" السياسية إنهم يأملون أن يخرقوا عددا من المقاعد في المجلس البلدي.

رئيس التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل قال لـ"النهار" إن لائحة "كلنا للبترون" لائحة جامعة "وهذا دليل على هدفنا بالتغيير والتطوير وأن أولويتنا هي للبترون"، مؤكدا أيضا على وجوب "تعديل قانون الانتخابات البلدية".

في المدينة 3 مراكز للاقتراع، وعدد الناخبين حوالي الـ5 آلاف. واتسمت الاجواء الانتخابية بالهدوء والانضباط، وسط حضور أمني مكثف ونسبة إقبال غير كثيفة. 
في المدينة نفسها، وتوازيا مع الانتخابات، تعج الشوارع بالزوار من داخل لبنان وخارجه، حيث جاءوا لاستكشاف المدينة وتناول الغداء والتمتع بالطقس الحار والتنزه في سوق البترون والسباحة في بحرها "الرائع".

الكورة وزغرتا وبشرّي: السياسة تختبئ وراء الإنماء 
أما في زغرتا، الكورة، بشري ، فأشار مراسل "النهار" طوني فرنجية إلى أن الانتخابات البلدية والاختيارية في أقضية زغرتا والكورة وبشري جرت بهدوء وسلاسة ولولا إشكال أنفه الذي حصل بسبب إصرار سيدة على إدخال هاتفها الخلوي إلى قلم الاقتراع وتأخر فتح أبواب صناديق الاقتراع لبعض الوقت في كفرصغاب قضاء زغرتا بسب إشكال قطع خلاله الطريق إلى مركز الاقتراع لما كان ورد أي تقرير من الأقضية الثلاثة عن أية حوادث.

الانتخابات انطلقت صباحاً كما العادة وارتفعت نسب الناخبين توالياً بعد الافتتاح وبلغت الذروة بعد الظهر وقبل الإقفال لكنها ظلت في قرى وبلدات أقل ممّا كانت عليه في انتخابات عام ٢٠١٦ رغم الشحن السياسي وشد العصب الذي اتبعه القادة السياسيون قبل الصمت الانتخابي ولكن ذلك لم تظهر له أية انعكاسات خلال الانتخابات بانتظار معرفة مردوده بعد فرز الأصوات. البارز في الانتخابات البلدية هذه المرة غياب البرامج الإنمائية أو التلطي وراء ما نشر منها لبعض اللوائح للهدف السياسي الذي وُصمت به هذه الانتخابات. التدابير الأمنية التي نفذها الجيش في الأقضية المشار إليها كما في كل محافظة الشمال والتي نفذتها قوى الأمن الداخلي أسهمت كثيراً في توفير أجواء هادئة للانتخابات انعكست بدورها على الانتخابات داخل الأقلام وخارجها، وكذلك أسهم التعاطي المرن بين مندوبي اللوائح المتنافسة في حالة الاسترخاء والهدوء.

أعمال الفرز بدأت مباشرة بعد إقفال الصناديق وعد الأوراق الموجودة فيها ومطابقتها مع أعداد الناخبين وبانتظار النتائج النهائية عن وزارة الداخلية وبعد صدورها تبدأ انتخابات رؤساء المجالس البلدية ونوابهم ليصار من ثم إلى انتخاب رؤساء الاتحادات وساعتها تكون الانتخابات قد انتهت.

عكّار تستعيد مشهدية 2016 على توافق أوسع 

 وفي عكار أفاد مراسل النهار ميشال حلاق بأن مشهدية الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة عكار لم تتبدّل أقله في الشكل عن جولتها السابقة، حيث شهدت مختلف مراكز الاقتراع في البلدات والقرى العكارية، ولا سيما تلك ذات الثقل الانتخابي، زحمة ناخبين غطت مراكز الاقتراع كما حصل في فنيدق ومشمش وببنين وحلبا وعندقت ورحبة والقبيات... ما شكل استعادة كاملة لصورة ما حصل في انتخابات ٢٠١٦ البلدية.

وقبيل إقفال الصناديق بلغت نسبة المقترعين حدود ٣٥ بالمئة من إجمالي عدد الناخبين في ١١٣ بلدة وقرية عكارية إثر فوز ٥١ بلدية و٥١ مختاراً بالتزكية.

وفي جولة "النهار" التي بدأت من بلدة حلبا مركز محافظة عكار صولاً إلى البيرة مروراً ببلدات جديدة الجومة وكرم عصفور وبقرزلا وعين الذهب ورحبة وتكريت وبزبينا وبيت ملات وفنيدق ومشمش والدورة وقوس عكار وعكار العتيقة والقبيات وعندقت، كانت الصورة التنافسية تقريباً هي نفسها بين لائحتين متنافستين بلدياً في كل بلدة، وكذلك بالنسبة إلى مراكز المختار التي اتسمت بالحدة نفسها عائلياً وسياسياً وإن على نحو مستور... ترجم ذلك من مندوبي اللوائح والمرشحين داخل أقلام الاقتراع بعصبية ملحوظة وكذلك خارج هذه الأقلام حيث حصلت مشادات كلامية وتضارب بالأيدي وطعن بالسكين كما حصل في فنيدق وبنسب أقل في برقايل وعيات وحلبا وببنين ومار توما.

وتبادل مرشحو اللوائح اتهامات بالرشى الانتخابية وبخرق القانون الانتخابي كما حصل في بلدة عندقت وفي غيرها، وأفيد بأن فيديو مسرباً لمندوب إحدى اللوائح وهو يدفع رشى مالية لإحدى الناخبات، بات بحوزة مديرية أمن الدولة للتحقق والتثبّت من صحة هذا الفيديو.
وسجل حضور قوي للماكينات الانتخابية كما لمراقبي الانتخابات الذين تابعوا كل شاردة وواردة وسجلوا الثغرات والخروقات على أن يصدر تقرير مفصّل بهذه الأمور لاحقاً.
وزار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار محافظة عكار واطلع على سير العملية الانتخابية في بعض مراكز الاقتراع ثم عقد لقاءً موسعاً في سرايا حلبا الحكومية بحضور محافظ عكار عماد اللبكي وأمينة سر المحافظة رلى البايع وكافة القيادات الأمنية في المحافظة.

يشار إلى أن آليات الفرز تولّتها لجان القيد التي بلغ عددها ١١ لجنة برئاسة لجنة عليا، ما من شأنه تسريع صدور النتائج تباعاً.
من جهته أشار محافظ عكار عماد اللبكي إلى أن "جميع أقلام الاقتراع في المحافظة فُتحت ولم تردنا أيّ شكوى باستثناء الأمور البسيطة التقنية أو الإدارية ونقوم بتلبيتها تلقائياً".

للمزيد إقرأ: الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي لبنان الشمالي وعكار... "النهار" في تغطية مباشرة ومفتوحة