نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إقليم كردستان العراق يستعدّ لمرحلة ما بعد الصراع الكردي - التركي - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 05:00 مساءً
بعد إعلان حزب العمال الكردستاني عن عقد مؤتمره الاستثنائي، الذي يُفترض أن يسفر عن إنهاء "الكفاح المسلح" وحل الحزب، استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، يستعد إقليم كردستان العراق لمرحلة سياسية وأمنية، بل واقتصادية مختلفة تماماً، خالية من الضغوط التي كان يسببها الصراع التركي مع الحزب داخل أراضيه.
وبحسب تصريح رسمي، أعلن الحزب عن عقد مؤتمره الثاني عشر في المنطقة الجبلية الحدودية بين تركيا والعراق، من 5 أيار/مايو الجاري إلى 7 منه. وأفادت الأنباء بأن زعيمه التاريخي شارك من سجنه في تركيا عبر تقنيات حديثة. وأوضح الحزب في التصريح أن "قرارات تاريخية" ستصدر عن المؤتمر، وستُعلَن لاحقاً، لكن مصادر قريبة منه أفادت بأن المؤتمر تمخض عن توافق بشأن قبول مطالب أوجلان، الداعية إلى حل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح.
المؤتمر وافق على قبول مطالب أوجلان الداعية إلى حل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح. (ا ف ب)
ترتبط أربعة ملفات رئيسية بين إقليم كردستان وحزب العمال الكردستاني، ويُتوقع أن تشهد تحولات جذرية، من شأنها أن تغيّر ملامح الواقع السياسي والأمني والاقتصادي في الإقليم.
فالآلاف من مقاتلي الحزب ينتشرون في العديد من مناطق الإقليم، من جبال قنديل على الحدود مع إيران، مروراً بالمثلث الحدودي مع تركيا، وصولاً إلى سلسلة جبال متين وكارا في محافظة دهوك القريبة من الحدود السورية. وقد أدّى وجودهم في هذه المناطق إلى شن تركيا حرباً مفتوحة طوال أربعة عقود، أسست خلالها عشرات القواعد والمراكز العسكرية داخل أراضي الإقليم، مما تسبب بنزوح سكان مئات القرى ووقوع مئات الضحايا من المدنيين الأكراد.
الملف الثاني يتعلق بالفصائل المسلحة القريبة من الحزب، المنتشرة في عدد من مناطق الإقليم، خصوصاً في قضاء سنجار غرب محافظة نينوى. فهذه الفصائل متحالفة فعلياً مع فصائل الحشد الشعبي العراقي، وترفض تنفيذ "اتفاقية سنجار" الموقّعة عام 2020 بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، والتي تهدف إلى تطبيع الأوضاع في القضاء.
كذلك، يستضيف الإقليم قرابة ربع مليون لاجئ كردي من تركيا منذ نحو ثلاثة عقود، بعضهم يعيش في معسكرات شبه مغلقة في منطقة مخمور جنوب محافظة أربيل. ويضاف إلى ذلك ملف الصراع الاستخباراتي بين تركيا والحزب داخل مناطق الإقليم ومدنه، والذي يؤدي سنوياً إلى عشرات عمليات الاغتيال.
وكشف مصدر سياسي كردي، في حديث الى "النهار"، أنه "منذ سبعة أشهر، استنفرت الآلة السياسية والديبلوماسية في إقليم كردستان بهدف خلق مساحة تشاركية بين الجانبين. ويحرص الإقليم حالياً على استبعاد كل أشكال التعطيل التي قد تُصيب هذه العملية، وخصوصاً من الجهات الإقليمية أو المتطرفة على طرفي الصراع. فإقليم كردستان يرى في ما يجري تطوراً استراتيجياً يصب في مصلحته".
من جانبها، قالت الكاتبة والباحثة السياسية أيفلين نسراوي، في حديث الى "النهار"، إن التحالف الجديد قد يعيد تشكيل ملامح الشرق الأوسط، وإقليم كردستان سيكون من أبرز المستفيدين.
وأضافت: "إذا تحقق السلام بين الجانبين، فذلك يعني أن الأكراد باتوا جزءاً من المحور التركي في المنطقة. وأن تركيا، على خلاف مواقفها السابقة، ستدعم الملفات الكردية، وعلى رأسها إقليم كردستان، بصفته حليفاً ونقطة ارتكاز استراتيجية سياسياً واقتصادياً، وسيكون الإقليم هو من يضبط الملفات الكردية بالمنطقة".
0 تعليق