تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أن "رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال إنَّ أرسال الحنطة والمساعدات إلى الدول تم بأمر من الإطار التنسيقي وإيران". إلا أن هذا التصريح مختلق ولم يدلِ به السوداني. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة لرئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في القالب الإخباري لقناة "سامراء" الفضائية، مع تصريح جاء فيه (من دون تدخّل): "إرسال الحنطة والمساعدات الإنسانية إلى الدول بأمر من الإطار وإيران، وليس انا".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه مضلل وغير صحيح:

1- الخبر زائف، إذ تم اختلاقه من دون الاستناد الى أي مصدر. ولم يدلِ رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتصريح مماثل لأي وسيلة إعلامية رسمية، مثل وكالة الأنباء العراقية، أو مؤسسات إعلامية محلية أخرى أو إيرانية. كذلك، لم تتم الإشارة إلى التصريح المتداول في الصفحات الرسمية للسوداني.

2- القالب الأخباري لقناة "سامراء" عُدِّل، إذ تم حذف النص الأصلي منه واستبداله بالمتداول. ويحتوي القالب الأصلي المنشور في حساب القناة على فايسبوك يوم 22 مارس/آذار الماضي، على خبر مفاده: "السوداني: قيمة عقد إنشاء المدينة الطبية في محافظة ذي قار تبلغ 490 مليار دينار".

صورة التصريح الأصلي (فايسبوك)

في 22 مارس/آذار الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لوكالة الانباء العراقية (واع) إن "مشروع المدينة الطبية في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، والذي رعى مراسيم توقيع لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحضور وزير الصحة صالح الحسناوي، يعد من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة على مستوى العراق". ولفت إلى أن "المشروع سينفذ على مرحلتين وينتهي خلال 3 سنوات".

وأفاد البدر بأن "مشروع المدينة الطبية يضم 13 مرفقاً طبياً مستقلاً، ضمنها 7 مستشفيات تبلغ سعتها الكلية 700 سرير، وهي المستشفى الرئيسي (200 سرير)، ومستشفى تخصصي للأطفال ( 100)، والمستشفى النسائية التخصصي (100)، ومركز لأمراض الدم وعلاج الأورام (100)، ومستشفى الباطنية والجهاز الهضمي التخصصي (100)، ومستشفى للطوارئ (50)، ومجمع العيادات الاستشارية، ومراكز تخصصية، وبنايات للطبابة العدلية والبحوث والدراسات، ومصرف للدم، ودار للأطباء". 

وأشار الى أن "المشروع سيشيد على مساحة قدرها 132 دونماً. وسيتم تشييد المرحلة الأولى منه على مساحة 93 دونماً، بينما ستشيد المرحلة الثانية على مساحة 39 دونماً".

ويأتي تداول التصريح المختلق المنسوب الى السوداني بعد قرارات حكومية عراقية تمثّلت في إرسال حكومة السوداني مساعدات بصيغة هدايا إلى دول عدّة، آخرها تونس التي استقبلت 50 ألف طن من الحنطة مهداة من السوداني. وقبل ذلك، استلمت سوريا 220 ألف طن من القمح أيضاً في مبادرة عراقية، فضلاً عن التنازل العراقي في فبراير/شباط الماضي عن 80% من الديون المتوجبة على دولة موزمبيق، والتي بلغت نحو 256 مليون دولار.

وأثارت هذا القرارات غضباً وسخرية لدى عدد كبير من العراقيين، الذين اعتبروا أنّّه تفرّد واستغلال لموارد الدولة، في وقت تعاني المؤسسات العراقية من التهالك، وأنّ المواطن أولى بالحصول على هذه الموارد، بحسب ناشطين، وخصوصاً أن الفترة الماضية شهدت احتجاجات واسعة طالبت بتعديل سلّم الرواتب، من دون أي استجابة.