هلوسات الذكاء الاصطناعي: معضلة تتفاقم رغم تطوّر النماذج - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هلوسات الذكاء الاصطناعي: معضلة تتفاقم رغم تطوّر النماذج - تكنو بلس, اليوم الأحد 11 مايو 2025 01:59 مساءً

رغم التقدّم المتسارع في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، تكشف بيانات جديدة عن تفاقم مشكلة "الهلوسة" في الأنظمة الأحدث، ما يطرح تحديات كبيرة أمام مطوّريها والمستخدمين على حد سواء.

تشير أحدث التقارير إلى أن ما يُعرف بـ"هلوسة الذكاء الاصطناعي" وهي ظاهرة قيام النماذج التوليدية بإنتاج معلومات غير صحيحة أو مختلقة لا تزال تمثل عقبة كبيرة أمام الاستخدام الدقيق والموثوق للأنظمة المتقدمة مثل "تشات جي بي تي" و"كلود". بل إن الأدلة الحديثة تُظهر أن هذه المشكلة تزداد سوءاً في الإصدارات الأحدث من تلك الأنظمة، رغم وعود الشركات المطورة بتحسين الدقة.

تُظهر اختبارات أجرتها شركة "أوبن إيه آي" أن أحدث نماذجها، ومنها النظام o3، تعاني من معدلات هلوسة تصل إلى 33% عند اختبار المعلومات المتعلقة بالشخصيات العامة، وهو ما يفوق ضعف نسبة الهلوسة التي ظهرت في نموذجها الأسبق o1. وفي النموذج الجديد المصغر o4 mini، بلغت النسبة 48%. أما في اختبارات الأسئلة العامة، فقد قفزت معدلات الهلوسة إلى 51% و79% على التوالي في نظامي o3 وo4 mini، بينما كانت النسبة 44% في النموذج السابق o1.

الغريب في الأمر أن هذه الهلوسات لم تتراجع مع اعتماد ما يُعرف بـ"أنظمة التفكير المنطقي"، وهي تقنيات طُورت خصيصاً لتعزيز قدرات الاستدلال والتفكير التحليلي في النماذج اللغوية. ورغم أن هذه الأنظمة أظهرت تحسناً في المهارات الرياضية، فإن معدلات الخطأ الناتجة عنها تزايدت.

المشكلة لا تقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل تمتد إلى تأثيرات واقعية خطيرة قد تطال الطلاب والباحثين والموظفين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات دقيقة. ويمكن أن تؤدي هذه الأخطاء إلى قرارات خاطئة، أو خسائر مادية، أو حتى مشكلات قانونية وضرر في السمعة المؤسسية.

 

تطبيق الدردشة تشات جي بي تي

 

وتنقل وكالة أسوشييتد برس عن دانييلا أمودي، رئيسة شركة "أنثروبيك" المطوّرة لنظام "كلود 2"، قولها: "لا أعتقد أن هناك أي نموذج اليوم لا يعاني بعض الهلوسة". وتشير البيانات إلى أن الهلوسات تتخذ عدة أشكال، من بينها: هلوسات واقعية، واستشهادات غير دقيقة، وتناقضات منطقية، واستنتاجات مغلوطة، إلى جانب هلوسات بصرية وأخرى ناتجة عن التحيّز السياقي أو البنيوي.

في ورقة بحثية حديثة أصدرتها "أوبن إيه آي"، أشارت الشركة إلى الحاجة الماسة إلى أبحاث إضافية لفهم سبب استمرار هذه السلوكيات في الظهور. ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبة تتبع الآليات التي تتعلم بها هذه النماذج من كمّ هائل من البيانات يفوق قدرة البشر على الاستيعاب والتحليل.

وفي مسعى للحد من هذه الإشكاليات، كشف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن تقنية جديدة تُدعى "SimGen"، تهدف إلى مساعدة المدققين البشر في كشف هلوسات الذكاء الاصطناعي عبر تقديم مقتطفات محددة ترتبط مباشرة بالمصادر الأصلية، مثل خلايا معينة ضمن قواعد بيانات، ما يقلل وقت التحقق بنحو 20%.

وفيما يتواصل تطوير هذه التقنيات، تظل مشكلة الهلوسة إحدى العقبات الجوهرية أمام دمج الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة وموثوقة في التطبيقات اليومية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق