كتب – محمود طلبة

بدأ السباق مبكرا نحو انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي لعام 2026، وسط ملامح معركة سياسية شرسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يخوضان صراعا محموما على مقاعد محدودة قد تقلب موازين السيطرة في المجلس الأعلى.

ويسعى الديمقراطيون بقيادة تشاك شومر إلى تعويض تأخرهم الحالي بعدد مقاعدهم البالغ 47، من خلال انتزاع أربعة مقاعد جديدة على الأقل.

ويركزون الديمقراطيون جهودهم على ولايات متأرجحة مثل ميشيغان وجورجيا، مع محاولة اختراق ولايات تُعد معاقل جمهورية تقليدية مثل تكساس وآيوا.

تعزيز غالبية الجمهوريون

ويأمل الجمهوريون في تعزيز أغلبيتهم الحالية البالغة 53 مقعدا، عبر الدفاع عن مقاعدهم في ولايات ذات طابع محافظ كولاية مين ونورث كارولاينا، خاصة أن معظم الولايات التي يخوضون فيها معارك انتخابية، سبق أن منحت الرئيس ترمب فوزًا مريحًا في انتخابات 2024.

وتصطدم الطموحات الجمهورية بخلافات داخلية أبرزها التوتر مع الرئيس دونالد ترمب، الذي دفع شخصيات جمهورية بارزة مثل حاكم جورجيا برايان كيمب إلى رفض الترشح ضد الديمقراطي جون أوسوف ما يفتح الباب أمام شخصيات جدلية مثل مارجوري تايلور غرين للترشح.

ويخوض الجمهوريون الانتخابات وهم يدافعون عن 22 مقعدا، مقابل 13 فقط للديمقراطيين، ورغم أن العدد يبدو أكبر على الجمهوريين إلا أن ثقلهم في ولايات مؤيدة لترمب يمنحهم دفعة قوية.

ويؤكد المحلل السياسي في جامعة فرجينيا ج. مايلز كولمان، أن الديمقراطيين لن يتمكنوا من حسم المجلس بسهولة حتى لو فازوا في مين ونورث كارولاينا لأن المعارك الكبرى تدور في ولايات يصعب اختراقها مثل ألاسكا وتكساس.

ويواجه الديمقراطيون تحديًا حقيقيًا في ولايات مثل ميشيغان وجورجيا، التي يُرجح الخبراء أنها قد تميل لصالح الجمهوريين هذه الدورة.

مكاسب الديمقراطيين في أوهايو

ويرى مارك روزيل عميد كلية شار للسياسة في جامعة جورج ميسن، أن الديمقراطيين قد يحققون مكاسب في ولايات مثل مين وأوهايو لكن خسائرهم المحتملة في ولايات أخرى قد تحبط محاولتهم للسيطرة على المجلس، مرجحًا احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية.

ويوافقه في ذلك الجمهوري كيفين بيشوب الذي يرى أن الحزب في موقع جيد ليس فقط للحفاظ على أغلبيته بل ربما لتوسيعها بمقعد أو اثنين إضافيين، مستندًا إلى حقيقة أن الأحزاب الحاكمة غالبًا ما تخسر في انتخابات منتصف الولاية.

ويبدي الخبير الديمقراطي جاستن باراسكي تفاؤلا أكبر، معتبرا أن الجمهوريين يعانون من إرث إدارة ترمب والأزمات الاقتصادية المرتبطة بسياسات الحزب ما يمنح الديمقراطيين فرصة لقلب المعادلة، خاصة في ظل تراجع شعبية بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.