في تطور لافت للصراع المزمن بين الهند وباكستان، أعلنت الدولتان عن اتفاق لوقف إطلاق النار الكامل والفوري، بوساطة أمريكية، بعد تصاعد التوترات إثر هجوم إرهابي في كشمير. 
يأتي هذا الاتفاق وسط ترحيب دولي حذر، وتفاؤل مشوب بالقلق من إمكانية صمود الهدنة في ظل تاريخ طويل من النزاعات والانتهاكات.

تفاصيل الاتفاق بين الهند وباكستان 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين الهند وباكستان، عقب محادثات مكثفة قادتها الولايات المتحدة، بمشاركة نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو. 
وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ مساء السبت، مع تأكيد الجانبين على التزامهما بوقف الأعمال العدائية.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن تقديره للولايات المتحدة لتسهيل التوصل إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن باكستان قبلت وقف إطلاق النار حرصًا على السلام والاستقرار الإقليميين. 
كما شكر رئيس الوزراء الباكستاني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قيادته ودوره الاستباقي في تحقيق السلام.

ردود الفعل الدولية:

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بالاتفاق، واعتبره خطوة إيجابية نحو إنهاء الأعمال العدائية وتخفيف التوتر بين الهند وباكستان. 
كما أعربت دول مجموعة السبع عن دعمها للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في جنوب آسيا.

التحديات القائمة بين الهند وباكستان 

على الرغم من الإعلان عن الاتفاق، أفادت تقارير بوقوع انفجارات في سريناجار، عاصمة كشمير الهندية، بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الطرفين بالاتفاق. 
كما تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة، مما يعكس هشاشة الوضع.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك قضايا عالقة، مثل معاهدة مياه نهر السند، التي علقتها الهند مؤخرًا، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

آفاق المستقبل:

بينما يمثل الاتفاق الحالي بين نيودلهي وإسلام آباد بارقة أمل في مسار العلاقات الهندية الباكستانية، فإن استمراره يعتمد على التزام الطرفين بتعهداتهما، ومعالجة القضايا العالقة من خلال الحوار البناء. 
ويبقى المجتمع الدولي يراقب عن كثب تطورات الوضع بين الهند وباكستان آملاً في أن تكون هذه الهدنة بداية لسلام دائم في جنوب آسيا.