أعلنت خدمة البريد الأمريكية عن تسجيل خسارة صافية بلغت 3.3 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما يمثل قرابة ضعف الخسارة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي. وقد أرجع مسؤولو الهيئة هذه الخسائر إلى ارتفاع تكاليف مفاجئة، خاصة المتعلقة بفوائد العاملين الفيدراليين، إلى جانب نفقات تشغيلية أخرى خارجة عن التوقعات.

تحديات متراكمة رغم مرور 250 عامًا من الخدمة

قال المدير العام المؤقت لخدمة البريد الأمريكية، دوجلاس تولينو، إن المؤسسة لا تزال تواجه تحديات اقتصادية كبيرة رغم احتفالها بمرور 250 عامًا على تأسيسها. وأكد أن الهيئة تبذل جهودًا مستمرة للسيطرة على النفقات، وزيادة الإيرادات، وتحسين البنية التحتية عبر التحديث والتحول الرقمي، بهدف تعزيز كفاءة الأداء العام.

تعيين قيادة جديدة لمواجهة الأزمة

في خطوة مهمة لمواجهة التحديات المتصاعدة، أعلن مجلس إدارة خدمة البريد الأمريكية عن تعيين ديفيد ستاينر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ويست مانجمنت"، لقيادة الوكالة اعتبارًا من يوليو المقبل، وذلك بعد الانتهاء من مراجعات أخلاقية وأمنية لازمة، وفقًا لما نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

تراجع في تكاليف النقل.. لكن الضغوط مستمرة

رغم تسجيل انخفاض ملحوظ في تكاليف النقل خلال الفترة الممتدة من مارس إلى مايو، أظهرت النتائج المالية للربع الأول ارتفاعًا كبيرًا في تعديلات غير نقدية تتعلق بتعويضات وفوائد الموظفين ونفقات التشغيل الأخرى. وأكد المدير المالي للهيئة، لوك جروسمان، أن هذه التكاليف كانت خارجة عن السيطرة، لكنها واجهت جزئيًا بتنامي إيرادات خدمات الطرود، وتقليص ساعات العمل، مما خفف من حدة الخسائر.

خطة استراتيجية لعشر سنوات لتقليص النفقات

أفادت الهيئة بأنها بدأت تنفيذ خطة استراتيجية تمتد لعشر سنوات بهدف تحسين كفاءة التشغيل. وقد ساهمت الخطة بالفعل في تحقيق وفورات بلغت 116 مليون دولار في تكاليف النقل، بالإضافة إلى تقليص 10 ملايين ساعة عمل خلال الربع الأخير. وأوضح جروسمان أن هذه الخطة تشكل إطارًا شاملًا لدعم الابتكار وتحقيق الاستدامة المالية، من خلال زيادة الإيرادات، وتحسين الأداء التشغيلي، مع الحفاظ على تقديم خدمة بريدية شاملة تغطي جميع أنحاء البلاد.

تهديدات رئاسية بتحويل البريد إلى وزارة التجارة

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى تهديد سابق أطلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فبراير الماضي، بإخضاع خدمة البريد الأمريكية لوزارة التجارة بعد عقود من استقلاليتها. وخلال مراسم تنصيب وزير التجارة هوارد لوتنيك، أعرب ترامب عن استيائه من "الخسائر الفادحة" التي تكبدتها الهيئة، مشددًا على أهمية إصلاحها حتى تصبح فعالة ومربحة.

مراجعة جذرية بإشراف هيئة يقودها إيلون ماسك

وفي إطار السعي لإصلاح البريد الأمريكي، بدأت هيئة الكفاءة الحكومية المستقلة، برئاسة الملياردير إيلون ماسك، بمراجعة شاملة لعمليات الهيئة مطلع هذا العام. وشملت المقترحات المقدمة تقليص أعداد الموظفين وإعادة تنظيم بعض العمليات. وقد أثارت هذه الخطط مخاوف وانتقادات من جهات متعددة، عبّرت عن قلقها من تأثير هذه الإجراءات على المجتمعات الريفية، واحتمالات التوجه نحو خصخصة الخدمة البريدية مستقبلاً.