شهدت مدينة إسلامشهر، الواقعة غربي العاصمة الإيرانية طهران، فجر اليوم (السبت)، حريقاً واسع النطاق اجتاح مجمعاً للورش الصناعية، مما تسبب في خسائر مادية جسيمة، ورغم ضخامته، لم يتم تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية بين العمال.

اندلع الحريق في ساعات الصباح الأولى داخل مجمع يضم عدداً من الورش الصناعية المتخصصة في تصنيع المواد المعدنية والبلاستيكية، وبحسب التقارير الأولية، تصاعدت ألسنة اللهب بسرعة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال، مما جعل السيطرة على الحريق تحدياً كبيراً، وأظهرت مقاطع فيديو من الموقع أعمدة دخان كثيفة تتصاعد إلى السماء، بينما عملت فرق الإطفاء بمساندة الدفاع المدني على احتواء النيران.

وقال مدير دائرة الإطفاء في إسلامشهر، سعيد حسيني، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»: «تمكنا من السيطرة على الحريق بعد ساعات من العمل المتواصل، ولم تسجل أي إصابات بفضل الإخلاء السريع للعمال»، مضيفًا أن التحقيقات جارية لتحديد سبب الحريق، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمال وجود خلل كهربائي أو تسرب مادة كيميائية.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحريق أتى على معدات ومواد خام بقيمة ملايين الريالات، مما يشكل ضربة قوية لأصحاب الورش الصغيرة والمتوسطة في المجمع، ويُعد هذا المجمع مركزاً حيوياً للصناعات المحلية في إسلامشهر، إذ يوفر فرص عمل لمئات العمال ويساهم في الاقتصاد المحلي.

وتشهد إيران، خصوصاً المناطق الصناعية المحيطة بطهران، حوادث حرائق متكررة خلال السنوات الأخيرة، غالباً ما تُعزى إلى عوامل مثل البنية التحتية القديمة، ضعف إجراءات السلامة، أو أحياناً أعمال تخريب مشتبه بها، وفي أبريل 2025، اندلع حريق آخر في منطقة صناعية جنوب طهران قرب مصنع «النسيج القطني»، مما أثار تساؤلات حول سلامة المنشآت الحيوية في البلاد.

وتُعتبر إسلامشهر، التي تبعد حوالى 15 كيلومتراً عن طهران، إحدى المدن الصناعية المهمة في محافظة طهران، وتضم العديد من المصانع والورش التي تدعم الصناعات المحلية، ومع ذلك، تعاني المنطقة من تحديات مثل نقص الاستثمارات في تحديث البنية التحتية وتطبيق معايير السلامة.