البيشمركة بين واشنطن وبغداد: دعم أميركي بزخم وحدود سيادية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البيشمركة بين واشنطن وبغداد: دعم أميركي بزخم وحدود سيادية - تكنو بلس, اليوم السبت 10 مايو 2025 07:39 صباحاً

كثّفت الولايات المتحدة من مستويات دعمها لقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان، في ظل توترات أمنية إقليمية متصاعدة، فيما قال مصدر رسمي كردي لـ"النهار" إن الدعم الأميركي لهذه القوات "استراتيجي وبعيد المدى".
أواخر الشهر الماضي، تلقى الكونغرس الأميركي تقريراً مشتركاً أعدّته مجموعة من المفتشين العامين في وزارتي الدفاع والخارجية، بمساهمة إداريين من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أشادوا فيه بـ"تقدّم الإصلاحات داخل قوات البيشمركة". فقد أقرت وزارة الدفاع الأميركية مذكرة تفاهم مع حكومة إقليم كردستان في خريف العام 2022، تستهدف توحيد وإعادة هيكلة قوات البيشمركة، لتشكيل 11 لواء وقوّتَي دعم، تضم في المجمل نحو 140 ألف مقاتل مجهز ومدرّب، تابعين لحكومة الإقليم، من دون أي تدخل من الأحزاب السياسية الرئيسية فيه.
ووفقاً للتقرير، فقد شهد الربع الأول من هذا العام تشكيل أربع وحدات من تلك القوات، في حين تتلقى وحدتان أخريان طلبات التجنيد، ما يعني أن الخطة قد تُستكمل قبل موعدها المحدد في نهاية العام الجاري.

 

تضمّ قوات البيشمركة نحو 140 ألف مقاتل مجهز ومدرّب. (ا ف ب)

 

 

وقبل صدور التقرير بيوم واحد، شارك القنصل العام للولايات المتحدة في إقليم كردستان ستيفن بيتنر بافتتاح المنصة الصحية الرقمية الخاصة بوزارة البيشمركة، وهي أحد المشاريع الاستراتيجية لتطوير الوزارة، بحيث تُتاح جميع المعلومات الطبية الخاصة بها إلكترونياً، ليتمكن أفراد البيشمركة وعائلاتهم من الحصول على الخدمات الصحية بسرعة ويسر.
وقد نُفذ المشروع، الذي استغرق العمل عليه سنوات، من قبل دائرة التكنولوجيا والمعلومات في حكومة الإقليم، بدعم مالي من منظمة أميركية غير حكومية. ولفت تصريح القنصل الأميركي الانتباه، إذ قال: "إن هذه المنصة جزء من مساعينا نحو المهنية وإلغاء تأثير الأحزاب على قوات البيشمركة، لتكون قوة قتالية فعالة تتبع توجيهات حكومة إقليم كردستان وليس الأحزاب السياسية".
مصدر سياسي كردي رفيع، تحدّث لـ"النهار" عن "ضرورة استقرار إقليم كردستان بالنسبة للولايات المتحدة"، معتبراً أن هذا هو الدافع وراء استمرار الدعم الأميركي لقوات البيشمركة. وأضاف: "في الجغرافيا السياسية الراهنة، هناك خمس بؤر توتر تحيط بالإقليم: الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني شمالاً، تفكك الوضع السوري غرباً، إيران شرقاً، وقوات الحشد الشعبي والتنظيمات المتطرفة جنوباً. إقليم كردستان يشكّل مصدر استقرار وثبات للولايات المتحدة وسط هذه التوترات، وهو مركز لتحركها في المنطقة".
يأتي ذلك في وقت حذّرت فيه وزارة الدفاع الأميركية من احتمال عودة تنظيم "داعش" للنشاط مجدداً، بسبب تزايد حالة عدم الاستقرار في سوريا بعد سقوط النظام السابق، مشيدة بالتعاون الذي تتلقاه من الحلفاء الميدانيين، مثل قوات سوريا الديموقراطية وقوات البيشمركة.
ويوضح الباحث الأمني عبد الحليم صمادي، في حديث لـ"النهار"، التناقض بين البُعدين الأمني والسياسي في تعامل الولايات المتحدة مع قوات البيشمركة، قائلاً: "يعلم القادة الميدانيون الأميركيون أن البيشمركة تلعب دوراً مركزياً في محيطها، ولا تحمل عداء أيديولوجياً أو سياسياً للولايات المتحدة، كما أنها منظّمة بدرجة عالية. لذلك تُعدّ ضرورية للأمن الأميركي في المنطقة. لكن في النهاية، هي قوة عسكرية تابعة لإقليم ضمن دولة ذات سيادة هي العراق، ولا يمكنها تجاوز ذلك أو امتلاك تسليح وتدريب يتجاوز هذا الإطار، ومن هنا يأتي التناقض في سلوكيات واستراتيجيات الولايات المتحدة تجاه البيشمركة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق