استقال قائد البحرية البريطانية الأدميرال السير بن كي، من جميع مهامه عقب تحقيق في علاقة غرامية غير لائقة، ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تُواصل فيه وزارة الدفاع تحقيقاتها، التي سلّطت الضوء على تصرفات السير بن أثناء توليه منصب قائد هذه المؤسسة العريقة.

رحيل غير متوقع

وفقا لتليجراف، جاءت استقالة قائد البحرية، البالغ من العمر 59 عامًا، قبيل تقاعده المقرر هذا الصيف. وأكدت وزارة الدفاع يوم الأربعاء أن السير بن، الذي كان من المقرر أن يتقاعد من منصبه كقائد بحري أول، قد ترك منصبه بالفعل.

جاءت استقالته مفاجئة، وشكّلت تناقضًا صارخًا مع الخطط الأولية لخروجٍ مُرضٍ، والتي تضمنت إلقاء كلمة في مؤتمر “القوة البحرية” المرموق الذي يُعقده قائد البحرية الأول في لندن في الأسبوع التالي.

تولى نائب الأدميرال السير مارتن كونيل، اللورد البحري الثاني الحالي، منصب القائم بأعمال قائد البحرية الملكية خلال فترة التحقيق. وجاءت استقالة السير بن المفاجئة عقب تقارير من مصادر داخل وزارة الدفاع تفيد بأنه غير راضٍ عن وضع البحرية، وأنه أعرب عن رغبته في ترك الخدمة بدلاً من قبول ترقية.

مسيرة عسكرية متميزة

تميزت مسيرة الأدميرال السير بن كي في البحرية الملكية. عُيّن قائدًا للبحرية عام 2021، خلفًا للأدميرال السير توني راداكين. قبل ذلك، شغل منصب نائب الأدميرال، ونال إشادة لقيادته خلال إجلاء 15 ألف شخص من كابول عقب استيلاء طالبان السريع على السلطة في أغسطس 2021. وقد أشاد وزير الدفاع آنذاك بن والاس بجهوده، ووصفه بأنه “ضابط عسكري استثنائي”.

انضم السير بن إلى البحرية عام 1984، وحقق مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات شملت قيادة سفن متنوعة، مثل صائدة الألغام إتش إم إس سانداون، والفرقاطتين إتش إم إس أيرون ديوك وإتش إم إس لانكستر، وحاملة الطائرات إتش إم إس إلوستريوس.

تمتد مؤهلاته إلى طاقم طائرات الهليكوبتر وضابط الحرب الرئيسي، وهو حاصل على شهادة في الفيزياء من رويال هولواي، جامعة لندن.

اقرأ أيضا.. دخان أبيض يُشير لانتخاب بابا جديد.. أجراس الكاتدرائية تحتفي بالحبر الأعظم

التحقيق

في حين أن تفاصيل التحقيق لا تزال سرية، أكدت وزارة الدفاع أنه من غير المناسب الإدلاء بمزيد من التعليقات حتى انتهاء التحقيق. وأشارت مصادر مقربة من السير بن إلى أنه كان يتطلع إلى قضاء المزيد من الوقت مع زوجته إيلي وأطفالهما الثلاثة خلال فترة تقاعده، بعد فترة صعبة في مسيرته العسكرية.

مع استمرار التحقيق، تُشاع شائعات بأن الجنرال السير جوين جينكينز، القائد السابق لخدمة القوارب الخاصة، مرشح بارز لتولي قيادة البحرية الملكية.

ألقت استقالة الأدميرال السير بن كي بظلالها على قيادة البحرية الملكية، مما أثار تساؤلات حول تداعياتها على التوجه المستقبلي للبحرية ونزاهة قيادتها العليا. وبينما تواصل وزارة الدفاع تحقيقاتها، تبقى جميع الأنظار مسلطة على التداعيات المحتملة لهذا الرحيل البارز.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط