كتبت – هاجر هشام

في مشهد فلكي مذهل واستثنائي، رصد علماء الفلك في مايو 2025 انفجار شمسي يهز الفضاء، حيث اندلع خيط شمسي هائل من الحافة الشرقية للشمس إلى قلبها، مُضيئا الكون في عرض بصري لم يسبق له مثيل، وهذا الانفجار، الذي وثقته أحدث التقنيات، كشف عن الطاقة الهائلة للشمس والطبيعية الديناميكية لها، مما نجح في تسليط الضوء على جمال الشمس وقوتها، بينما يواصل العلماء مراقبة تداعياته المحتملة بعيدًا عن كوكب الأرض.

انفجار شمسي يهز الفضاء في مايو 2025

تعد الخيوط الشمسية عبارة عن أشرطة من البلازما الكثيفة والباردة التي تطفو فوق سطح الشمس، مدعومة بقوى الحقول المغناطيسية، وعندما تفقد هذه الخيوط استقرارها، قد تنفجر بعنف، مُطلقة ما يعرف بـ"القذف الكتلي الإكليلي"، وهي سحب ضخمة من البلازما والطاقة المغناطيسية التي قد تتسبب في عواصف جيومغناطيسية على الأرض، وحسن الحظ، اتجه هذا الانفجار الأخير بعيدًا عن كوكبنا، مما يعني أن تأثيراته ستظل محصورة في الفضاء الخارجي.

كيف تم رصد هذا الانفجار؟

التقطت صور هذا الحدث اللافت بواسطة تلسكوب الأشعة فوق البنفسجية الموجود على متن القمر الصناعي GOES-19، التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، حيث بدأ التصوير في الساعة 6:30 صباحًا واستمر حتى 9:50 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ليوثق تفاصيل دقيقة عن حركة البلازما الشمسية، والصور بالفعل كشفت عن طاقة هائلة تتفجر في قلب الشمس، مما دفع خبيرة طقس الفضاء سارة هوسال للتعليق عبر منصة "إكس" قائلة إن "الشمس تظهر قوتها لكنها تتجنب الأرض بعناية!".

هل سيؤثر الانفجار الشمسي على الأرض؟  

على الرغم من عدم تأثير هذا الانفجار الشمسي على الأرض مباشرة، إلا أن خبراء خبراء الطقس الفضائي يراقبون أنشطة شمسية أخرى قد تترك بصماتها خلال الأسبوع، ووفقًا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، قد تتسبب رياح شمسية سريعة، إلى جانب آثار طفيفة من انفجارات سابقة، في ظهور الشفق القطبي في مناطق مثل شمال كندا، ألاسكا، والدول الاسكندنافية خلال ليلة الأربعاء 7 مايو أو صباح الخميس 8 مايو، مع احتمال تكرار الظاهرة يوم الجمعة، وكل هذه الأحداث قد تؤدي إلى عاصفة مغناطيسية خفيفة من الفئة G1، مما يزيد فرص رؤية الشفق القطبي في المناطق القطبية.

أهمية مراقبة النشاط الشمسي

تُعد الانفجارات الشمسية جزءًا من دورة الشمس الحالية، التي تشهد ذروة نشاطها كل 11 عامًا تقريبًا، ورصد هذه الأحداث لا يساعد فقط في فهم ديناميكيات الشمس، بل يحمي البنية التحتية على الأرض، مثل الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات، من تأثيرات العواصف الجيومغناطيسية، وهذا الحدث، رغم تجنبه للأرض، يذكّر العلماء بضرورة الاستعداد لأنشطة شمسية مستقبلية قد تكون أكثر تأثيرًا.

ومع استمرار العلماء في مراقبة الشمس، يبقى هذا الانفجار شهادة على قوة نجمنا الأم وجمالها المذهل، الذي يتجلى في أضواء الشفق القطبي وصور الفضاء الخلابة التي تأسر الخيال.