في التاسع من مايو من كل عام، تحتفل روسيا بـ”عيد النصر”، والذي يُعد من أهم الأعياد الوطنية في روسيا، حيث تُنظم عروض عسكرية ضخمة في الساحة الحمراء بموسكو، بحضور كبار المسؤولين الروس وعدد من زعماء العالم.. وتحتفل موسكو هذا العام بالذكرى الـ80 لعيد النصر.

ما هو يوم النصر الروسي؟

“عيد النصر” هو احتفال روسي في ذكرى استسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، والذي تم توقيعه في 8 مايو 1945، ودخل حيز التنفيذ في 9 مايو بتوقيت موسكو .

ويُعتبر هذا اليوم عطلة وطنية في روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ويُحتفل به بعروض عسكرية ومناسبات تذكارية لتكريم الجنود الذين ضحوا بحياتهم خلال الحرب.

في هذا اليوم عام 1945، وقّعت ألمانيا وثيقة الاستسلام غير المشروط أمام القيادة السوفيتية في برلين، لتعلن نهاية الحرب الأكثر دموية في تاريخ البشرية، والتي خلّفت أكثر من 70 مليون قتيل.

أهمية هذا اليوم في روسيا:

يُعد أهم الأعياد الوطنية في روسيا.

يحتل مكانة رمزية في وجدان الروس، لما يمثله من نصر تاريخي على الفاشية.

يُكرّم فيه قدامى المحاربين، وتُعرض فيه قوة الجيش الروسي، ما يعكس فخر البلاد بتاريخها العسكري.

يُنظّم عرض عسكري ضخم في الساحة الحمراء بموسكو، يُشارك فيه آلاف الجنود، والمئات من المعدات الحديثة والتاريخية.

يوم النصر الروسي.. الطقوس والمراسم

العرض العسكري: يُبث على الهواء مباشرة، وتُستعرض فيه أحدث الأسلحة الروسية.

موكب “الفوج الخالد”: المدنيون يحملون صور ذويهم الذين شاركوا في الحرب، ويطوفون بها في الشوارع.

الخطاب الرئاسي: يُلقي الرئيس الروسي خطابًا في بداية الاحتفالية، يُكرّم فيه ذكرى الشهداء ويتحدث عن مكانة روسيا العسكرية.

العروض الفنية والألعاب النارية: تُنظّم احتفالات في معظم المدن الروسية.

أهمية سياسية معاصرة:

أصبح هذا اليوم مناسبة تستخدمها القيادة الروسية لتأكيد القوة العسكرية والوحدة الوطنية، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية مثل الأزمة مع أوكرانيا.

في السنوات الأخيرة، تُفسر مشاركة زعماء دول في هذا اليوم كإشارة إلى موقفهم من روسيا، سواء دعمًا أو توازنًا دبلوماسيًا.

اقرأ أيضاً.. باكستان تسقط طائرات هيرون الإسرائيلية وتسبب فضيحة مدوية لمصنعيها

مشاركة الرئيس السيسي وزعماء العالم

في عام 2015، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى السبعين لعيد النصر في موسكو، كأول رئيس مصري يحضر هذه المناسبة. جاءت مشاركته بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب عدد من قادة الدول، منهم رؤساء الصين والهند وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى رؤساء بعض الدول الأوروبية واللاتينية وأمين عام الأمم المتحدة.

تضمنت الاحتفالات عرضًا عسكريًا ضخمًا في الساحة الحمراء، شارك فيه أكثر من 15 ألف عسكري، و190 قطعة من المعدات الحربية، و150 طائرة ومروحية، بما في ذلك صواريخ “يارس – 24” العابرة للقارات.

المشاركون في 2025

ويشارك الرئيس السيسي اليوم مع مجموعة من رؤساء وزعماء دول العالم .. حيث وصل رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف، ورئيس غينيا بيساو عمرو سيسوكو إمبالو، ورئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى موسكو صباح أمس.

وقد وصل الأربعاء الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ، والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، ورئيس إثيوبيا تايي أتسكيلاسي، للمشاركة في احتفالية هذا العام.

دلالات المشاركة الدولية في ظل التوترات العالمية

جاءت مشاركة عدد من زعماء العالم في احتفالات عيد النصر، في وقت تواجه فيه روسيا ضغوطًا اقتصادية وسياسية من الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية. تُظهر هذه المشاركة دعمًا سياسيًا لروسيا وتأكيدًا على العلاقات الثنائية القوية بين هذه الدول وموسكو، مما يعكس توازنات جديدة في السياسة الدولية.

دلالة مشاركة الرئيس السيسي

تُعد مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد النصر بمثابة رسالة دعم لروسيا، خاصة بعد موقفها المؤيد لمصر عقب ثورة 30 يونيو 2013. كما تعكس هذه المشاركة سعي مصر لتعزيز علاقاتها مع القوى العالمية الكبرى، وتأكيدًا على استقلالية القرار المصري في السياسة الخارجية.

استعادة دور مصر الريادي

تُبرز مشاركة مصر في مثل هذه المناسبات الدولية سعيها لاستعادة دورها الريادي على الساحة العالمية، من خلال تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الكبرى والمشاركة الفعالة في القضايا الدولية. كما تُظهر هذه المشاركة حرص مصر على التوازن في علاقاتها الدولية، وعدم الانحياز لأي طرف على حساب آخر، بما يخدم مصالحها الوطنية والإقليمية.

تُعد مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد النصر الروسي خطوة مهمة في تعزيز العلاقات المصرية الروسية، وتأكيدًا على مكانة مصر في السياسة الدولية. كما تعكس هذه المشاركة سعي مصر لاستعادة دورها الريادي على الساحة العالمية، من خلال سياسة خارجية متوازنة ومستقلة.

اقرأ أيضاً.. أوكرانيا تستحوذ على نظام باتريوت الإسرائيلي للدفاع الجوي.. حقيقة أم مناورة من تل أبيب؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط