استاءت جماهير نادي النصر من الخسارة التي تعرض لها من ضيفه الاتحاد بنتيجة (3 - 2) في اللقاء الذي جمعهما على ملعب الأول بارك في الرياض ضمن منافسات الجولة الـ30 من الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن)، نتيجة استمرار المستويات الفنية والنتائج غير المرضية علاوة على خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، وبُعده عن تحقيق البطولات.

«عكاظ»، التقت عدداً من الرياضيين الذين علقوا على نقاط ضعف الفريق ومكامن الخلل التي يعاني منها دون علاج.

50 % من لاعبي النصر خارج الخدمة

أشار المدرب الوطني المحاضر الآسيوي يحيى جابر إلى أن 50% من لاعبي النصر خارج الخدمة، والفريق يعاني من خلل كبير بغض النظر عن لقائه أمام الاتحاد، وله شقان لم يتم معالجتهما حيث يكمن الشق الأول في اللاعبين المحليين بينما الشق الثاني في اللاعبين الأجانب، وقال: «لا يمكن للنصر تحقيق بطولات بوجود ظهيرين محليين ضعيفي المستوى مثل الغنام، ونواف بوشل، وقلب الدفاع لاجامي، حيث الثلاثي، إضافة لعلي الحسن، لديهم مشكلة فنية كبيرة من الناحية التكتيكية والبدنية والمهارية والقوة والسرعة والتوازن، وفي رأيي أن إمكاناتهم الفنية ضعيفة، وليست في مستوى نادٍ يرغب في المنافسة، أما اللاعبون الأجانب، فيوجد في النصر الثلاثي رونالدو وماني ودوران، حيث في حال لعبهم يُستفاد منهم هجوماً فقط، ولكن يظل ضعيفاً من الناحية الدفاعية، ولا يخدم فريقاً يرغب في اللعب بشكل جماعي، هجومياً ودفاعياً، ولذلك فالشق الهجومي موجود ولكن الدفاعي ضعيف ما يمكن الفريق المنافس من التفوق».

العلاج الفني

وأضاف جابر: «لا بد من دعم الفريق بلاعبين محليين مميزين للغاية، والاعتماد على أظهرة فعالة وقوية وقلب دفاع آخر متمكن يشارك في حال غياب أحد قلبي دفاع النصر، سميكان، ولابورتي، بينما يمتلك الفريق مدرباً مميزاً، ولكن هناك عناصر موجودة غير فاعلة وتحتاج إلى تبديل عاجل، والأهم المحافظة على لاعبين موهوبين مثل أيمن يحيى الذي يحتاج إلى اهتمام أكبر، وتفعيل دوره الدفاعي، وفي حال المحافظة على اللاعب رونالدو لا بد من جلب لاعبين وسط محترفين من الأطراف، ومميزين في الهجوم والدفاع بالفاعلية نفسها، وعلى الجهاز الإداري العمل بشكل احترافي مع الجهاز الفني لخلق بيئة نجاح وإبداع وتفاهم وهذا أمر مهم للغاية، حيث النواحي النفسية ضرورية وحساسة للاعب وكل ما يحيط به».

حيّر النصر جماهيره العريضة

وقال الإعلامي الرياضي حسن القبيسي لقد حيّر النصر جماهيره العريضة في معظم لقاءاته في دوري روشن، فيما كان لقاء الفريق أمام الاتحاد مزعجاً جداً للجماهير، حيث ظهر النصر مميزاً في شوط المباراة الأول، وأضاع عدة فرص، وتقدم خلاله بهدفين ولكن في الشوط الثاني تلقى مرماه ثلاثة أهداف. وأضاف: يعاني النصر في خط دفاعه، وعدم قدرة لاعبيه على إيقاف المهاجمين، وكذلك عدم التركيز في معظم دقائق المباراة. وقال: رعونة اللاعب رونالدو ساهمت بشكل كبير في خسارة الفوز، حيث أضاع أكثر من 4 فرص كانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالح النصر في الشوط الأول، كما أنه قام بحركة يضع اللوم فيها على زملائه بعد التعادل، وكان من المفترض منه كقائد تحفيز زملائه ودعمهم وتشجيعهم.

وبين أن مدرب النصر بولي يتحمل جزءاً من الخسارة نتيجة عدم قدرته على التعامل مع مجريات المباراة خصوصاً بعد تقدمه بهدفين في الشوط الأول، ليواصل مجريات اللعب بالطريقة نفسها في الشوط الثاني ما ساعد الاتحاد على تحقيق الفوز.

الاتحاد مكتمل عناصرياً

قال المدرب الوطني المحاضر الآسيوي عبدالله آل مانع: دخل فريقا النصر والاتحاد المباراة بنية الفوز ولا غيره، واتضحت الأمور منذ بدايتها بسجال هجومي للفريقين ومباراة شبه مفتوحة، ولكن هذا الأسلوب كان يُفيد الاتحاد المكتمل عناصرياً إلى حد ما، ويمتلك الراحة الكافية لدخول المباراة أكثر من النصر الذي يفتقد أبرز عناصره الهجومية دوران، وقلب الدفاع الإسباني لابورتي، إضافة إلى الإجهاد البدني بعد الخروج في نصف النهائي الآسيوي، حيث كانت الكفة تتجه للاتحاد حتى بعد تقدم النصر بهدفين في الشوط الأول.

مدرب النصر استمر بالأسلوب نفسه

وقال آل مانع: مدرب النصر طمع في المباراة، واستمر بالأسلوب نفسه خلال مجريات الشوط الثاني، والذي لم يستفد من جاهزية لاعبيه بدنياً، ولا وجود لدكة بدلاء تسد العجز، حيث كان الشوط الثاني هو مسرح الاتحاد الذي بسط نفوذه وبدأ بالهجوم وتمكن من تسجيل هدفه الأول في بداية الشوط الثاني، واستغل الإرهاق الواضح لظهيري النصر (بوشل، والغنام) اللذين استنفدا المجهود اللياقي في الطلعات الهجومية أكثر من التركيز على مركزيهما، في خطأ فني من مدرب النصر كون الفريق متقدماً في النتيجة، فكان البقاء في مركزيهما أكثر من تقدمهما هو الحل، وتغيير أسلوب اللعب للتوازن وإيقاف الاندفاع الاتحادي قدر الإمكان، بينما كان اللاعبان العبود وديابي أكثر تركيزاً وفاعلية في الجناحين الاتحاديين، فيما استمر المد الاتحادي لتسجيل الهدف الثاني من العمق النصراوي عن طريق (كانتي) المتقدم في أغلب هجمات الاتحاد كلاعب خلف المهاجمين ومفتاح الخطورة الاتحادية مع بقاء فابيانو في الخلف للمساندة الدفاعية وتعطيل الهجوم المرتد للنصر.

توقيت الاتحاد المعتاد

وقال آل مانع: هدف الاتحاد الثالث جاء بتوقيت الاتحاد المعتاد بعد الدقيقة 90، من كرة عرضية خلف الغنام استفاد منها عوار والاتحاد بالنقاط الثلاث.