تشهد مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا حادًا، حيث أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أنها تخوض اشتباكات ضارية “من مسافة صفر” مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حي الجنينة شرق المدينة، وسط معلومات عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وانهيار مبنى على إحدى وحداته خلال عملية توغل فاشلة.

وقالت الكتائب في بيان عبر قناتها الرسمية على “تلغرام”، مساء الخميس، إن الاشتباكات تدور في منطقة التوغل شرق رفح، حيث ينفذ مقاتلوها مقاومة شرسة ضد القوات الإسرائيلية والآليات المتوغلة، باستخدام تكتيكات قتال معقدة تضمنت كمائن ميدانية وزرع عبوات ناسفة.

كما كشفت كتائب القسام عن استهداف قوة هندسية لقوات الاحتلال من 12 جنديا كانت تعد لنسف منزل بمحيط مفترق الفدائي شرقي مدينة رفح.

وأكدت الكتائب استهداف القوة بقذيفتين مضادتين للأفراد والدروع مما أدى لانفجار المنزل ووقوع أفرادها قتلى وجرحى.

وأشارت إلى أنها رصدت بعد الاستهداف هبوط طائرات مروحية لقوات الاحتلال من أجل إجلاء القتلى والجرحى.

انفجار وانهيار مبنى على جنود من لواء “غولاني”

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جنديًا على الأقل قُتل وأُصيب عدد آخر جراء انهيار مبنى كانت تتحصن فيه وحدة من لواء “غولاني”، بعد انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار، نُصبت مسبقًا ضمن كمين محكم في حي الجنينة.

وأضافت تلك المصادر أن عددا من الجنود لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، بينما تواجه القوات الإسرائيلية صعوبة كبيرة في تنفيذ عمليات الإجلاء تحت وطأة الاشتباكات العنيفة. وأفادت منصة “حدشوت حموت” العبرية أن أربع مروحيات إخلاء وصلت إلى المكان، بينما نفذت مروحيات أخرى عمليات تمشيط ناري لتأمين المنطقة.

وتداولت منصات المستوطنين أنباء عن مقتل جنديين على الأقل وإصابة آخرين بجراح وصفت بـ”الخطيرة”، في حين فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيمًا كاملًا على تفاصيل الحدث، مانعة وسائل الإعلام المحلية من النشر.

 4 عمليات نوعية للمقاومة في رفح وخانيونس

في السياق، أكدت كتائب القسام أنها نفذت خلال الساعات الماضية أربع عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، ثلاث منها في مدينة رفح، وواحدة شرق خان يونس، مشيرة إلى أن جميع العمليات أسفرت عن “خسائر مباشرة في صفوف العدو بين قتيل وجريح”.

وقالت الكتائب إن عملياتها شملت كمائن مركبة وحقول ألغام واستدراجًا دقيقًا لوحدات الاحتلال، في إطار استراتيجية المقاومة لاستنزاف القوات الإسرائيلية ومنعها من تحقيق أي تقدم ميداني في مناطق التوغل.

رسائل ميدانية ورفض لخرق التهدئة

ويُقرأ هذا التصعيد من قبل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها القسام، باعتباره رسالة واضحة بأن خيار المواجهة لا يزال حاضرًا، وأن أي محاولة توغل بري ستُواجه بردّ عنيف ومباشر، خصوصًا بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 18 مارس الماضي، والذي لم تصمد مرحلته الأولى سوى خمسين يومًا.

الجيش الإسرائيلي يعترف بخسائر متزايدة في رفح

وكان جيش الاحتلال قد اعترف أمس بإصابة أربعة من جنوده، أحدهم بحالة حرجة، في انفجار عبوة ناسفة شرق رفح.

كما أقر في بياناته الرسمية بمصرع ستة من جنوده منذ استئناف الحرب على غزة قبل سبعة أسابيع، غير أن مصادر المقاومة تؤكد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير، مستندة إلى طبيعة العمليات الأخيرة وتعتيم الجيش على التفاصيل الدقيقة.

رفح تشتعل

يُذكر أن حي الجنينة بات ساحة مفتوحة للمواجهات، حيث تخوض المقاومة اشتباكات يومية من مسافة قريبة جدًا، ما يعكس تراجع سيطرة الاحتلال في المنطقة وفشل محاولاته في إحكام التوغل.

وبحسب تقارير تؤكد التطورات الميدانية أن المقاومة تمكنت من تحويل المنطقة إلى كمين متواصل عبر تفخيخ المباني واستدراج القوات إلى مواقع قتل محكمة.

اقرا أيضا

أمريكي يدير القطاع.. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو بول بريمر العراق في غزة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط