وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل، وارتفاع أعداد الضحايا لعشرات الشهداء يوميًا، يُلمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ما وصفه بـ”إعلان مهم جداً” بشأن قطاع غزة، في وقت تروج فيه الخارجية الأمريكية لـ”أنباء سارة” مرتقبة تتعلق بإدخال مساعدات إنسانية، ما يطرح تساؤلات حول فحوى التحركات الأمريكية وأهدافها الحقيقية.

فما الذي يُخفيه ترمب لسكان غزة؟ وهل يحمل الإعلان المرتقب حلاً إنسانيًا، أم تمهيدًا لتفاهمات سياسية واقتصادية ترسم ملامح مرحلة جديدة تحت عنوان “الإدارة المدنية”؟

اتصالات سرية وتحركات في الظل لـ إدارة ترامب حول غزة

مصادر دبلوماسية غربية كشفت بحسب وسائل إعلام عبرية أن إدارة ترمب أجرت محادثات سرية في الأيام الأخيرة مع عدد من الدول العربية، بهدف بلورة مبادرة لتوزيع مساعدات إنسانية على غزة، دون توضيح هوية هذه الدول.

وتتزامن هذه الخطوة مع مباحثات إسرائيلية – عربية موازية، تقودها وحدة “منسق أعمال الحكومة في المناطق”، تتناول إنشاء آلية إدارة مدنية جديدة في القطاع، منفصلة عن سيطرة حركة حماس، تتولى تسيير شؤون السكان اليومية.

أنباء سارة أم أجندة مشروطة؟

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك أنباء إيجابية ستصدر خلال الأيام المقبلة بشأن إدخال مساعدات لغزة، إلا أن المتحدث الإقليمي باسم الوزارة، سام وربيرغ، شدد على أن واشنطن “لا تريد السيطرة على غزة، بل تحسين مستقبلها”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “وجود حماس يُصعّب توزيع المساعدات”.

وتثير هذه التصريحات مخاوف من أن تكون المساعدات الإنسانية مشروطة بخطوات سياسية وأمنية تُقصي حماس وتفرض نماذج حكم بديلة، في ظل صمت أمريكي عن القصف اليومي والمجازر التي تطال المدنيين.

معارضة إسرائيلية داخلية لتحركات ترامب حول غزة

وفي حين تدفع واشنطن باتجاه حلول إنسانية، تعارض أجنحة يمينية داخل حكومة الاحتلال إدخال أي مساعدات للقطاع، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذان يرون أن أي دعم إنساني يعزز قدرة حماس على الاستمرار.

من جهة أخرى، أصدرت مصر وقطر بيانًا مشتركًا الأربعاء، أكّدتا فيه استمرار وساطتهما المنسقة لإنهاء الأزمة الإنسانية، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، مشددتين على ضرورة الوصول إلى تهدئة شاملة ورفع المعاناة عن السكان.

مجازر متتالية وأزمة غذاء خانقة

ميدانيًا، قُتل قرابة 95 فلسطينيًا خلال الـ24 ساعة الماضية في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مأهولة، فيما أعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن عدداً من المطابخ المجتمعية سيتوقف عن العمل اعتبارًا من الخميس لنفاد المواد الغذائية.

ويُحذّر مسؤولو الإغاثة الدوليون من “مجاعة وشيكة” تهدد أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر، ومنع دخول الوقود والمساعدات منذ استئناف العمليات البرية في مارس/آذار.

 مناورة سياسية أم انفراجة؟

في تصريح جديد، قال ترامب من البيت الأبيض، الأربعاء، إن هناك مقترحاً جديداً بشأن تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وإن مزيداً من التفاصيل سيُكشف خلال 24 ساعة.

إلا أن مصادر دبلوماسية تحدثت لرويترز نفت وجود أي مبادرة ملموسة حتى الآن، مشيرة إلى أن حماس ما زالت تطالب باتفاق شامل لإنهاء الحرب، في حين ترفض إسرائيل ذلك.

اقرأ أيضا

أمريكي يدير القطاع.. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو بول بريمر العراق في غزة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط