أعلن الجيش الباكستاني، اليوم الخميس، إنها أسقطت 25 طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع في جميع أنحاء البلاد بعضها سقطت بالقرب من منشآت عسكرية حساسة، يأتي ذلك فيما تتواصل المناوشات العسكرية بين البلدين منذ هجوم الذي وقع في كشمير في أبريل الماضي وزاد من وتيرة التصعيد بين الجانبين. 

باكستان تعلن إسقاط مسيّرات إسرائيلية الصنع أطلقتها الهند

وقال الجيش الباكستاني في بيان إن "القوات المسلحة الباكستانية أسقطت حتى الآن 25 طائرة بدون طيار من طراز هاروب إسرائيلية الصنع".

وأضاف أنه "يتم استعادة حطام طائرات بدون طيار من طراز هاروب إسرائيلية الصنع من مناطق مختلفة في جميع أنحاء باكستان".

و"هاروب"، التي تصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، هي ذخيرة يمكنها الطيران إلى الأهداف ثم مهاجمتها عن طريق الاصطدام بها بأمر من المشغل، مما يؤدي إلى تدمير نفسها في هذه العملية.

وفي وقت سابق، قال الجيش الباكستاني إن الدفاع الجوي قال إن طائرة بدون طيار هاجمت هدفا عسكريا بالقرب من مدينة لاهور بشرق البلاد، مما تسبب في أضرار وإصابة جنود.

إسرائيل تدخل على خط الصراع الهندي - الباكستاني 

وقال المتحدث العسكري الباكستاني أحمد شريف شودري إن الهند أرسلت طائرات إسرائيلية بدون طيار من طراز هاروب إلى مواقع متعددة، بما في ذلك أكبر مدينتين كراتشي ولاهور، ويجري جمع حطامها.

وقال "إن الطائرات الهندية بدون طيار لا تزال تتسلل إلى المجال الجوي الباكستاني... (الهند) ستواصل دفع ثمن باهظ لهذا العدوان السافر".

يأتي ذلك في أعقاب ضربات صاروخية هندية على مواقع باكستانية أسفرت عن مقتل 31 مدنيا في اليوم السابق، بينهم نساء وأطفال، وفقا لمسؤولين.

في هذه الأثناء، قامت الهند بإجلاء آلاف الأشخاص من القرى القريبة من الحدود شديدة التسليح بين البلدين في منطقة كشمير المتنازع عليها.

وتصاعدت التوترات بين البلدين منذ 22 أبريل عندما قتل مسلحون 26 شخصًا، معظمهم سياح هندوس هنود، في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير. واتهمت الهند باكستان بدعم المسلحين الذين نفذوا الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.

صرح المتحدث باسم الحكومة الباكستانية، شريف، بأن طائرة هندية مُسيّرة أصابت أربعة جنود وألحقت أضرارًا جزئية بهدف عسكري قرب لاهور خلال الليل، بينما اعترضت منظومة الدفاع الجوي الباكستانية وأسقطت 12 طائرة هندية مُسيّرة اخترقت المجال الجوي الباكستاني في مواقع مختلفة. ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل حول الهجوم.

وأضاف أن مدنيا قتل وأصيب آخر في إقليم السند الجنوبي عندما سقطت حطام طائرات مسيرة في منطقة مأهولة بالسكان.

وفي لاهور، قال مسؤول الشرطة المحلية محمد رضوان إن طائرة بدون طيار أسقطت بالقرب من مطار والتون، وهو مطار في منطقة سكنية تبعد نحو 25 كيلومترا عن الحدود مع الهند والتي تضم أيضا منشآت عسكرية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن طائرتين مسيرتين إضافيتين أسقطتا في مدن أخرى بإقليم البنجاب، وعاصمته لاهور.

حرب المسيرات تستعر بين الهند وباكستان 

وفي مقاطعة تشاكوال في البنجاب، تحطمت طائرة مسيرة في أرض زراعية. ولم تُبلغ عن وقوع إصابات. ولم يُفصح قائد شرطة المقاطعة، غلام محي الدين، عن هوية صاحب الطائرة المسيرة. وقد قامت السلطات بجمع حطامها، وتُجري تحقيقًا لمعرفة مصدرها والغرض منها.

وأعلنت الهند أن ضرباتها، يوم الأربعاء، استهدفت تسعة مواقع على الأقل في باكستان مرتبطة بالتخطيط لهجمات إرهابية ضد الهند. بعض هذه المواقع كانت في البنجاب، ومعظم ضحايا يوم الأربعاء كانوا في هذا الإقليم.

بالإضافة إلى استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي، أفادت تقارير أن عددًا من الدول اشترت، أو تنوي شراء، طائرات هارلوب المسيرة، بما في ذلك الهند وأذربيجان، التي استخدمتها الأخيرة في معارك ضد أرمينيا.

وتعهد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالانتقام لمقتل الضحايا لكنه لم يدل بأي تفاصيل، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا بين الجارتين النوويتين.

وفي وقت سابق، أعلنت الهند مقتل 13 مدنيًا وإصابة 59 آخرين خلال تبادل لإطلاق النار عبر الحدود القائمة. كما قُتل جندي هندي في قصف يوم الأربعاء، وفقًا للجيش الهندي.

هل تنجح دبلوماسية إيران في خفض التصعيد..؟

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الهندية مساء الأربعاء في زيارة مُخطط لها مسبقًا. وكان من المقرر أن يلتقي نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار في وقت لاحق من يوم الخميس، وسيرأس الجانبان منتدىً مشتركًا للتعاون الاقتصادي.

وعرضت إيران التوسط بين الهند وباكستان، وكان عراقجي في باكستان يوم الاثنين للقاء كبار القادة كجزء من هذا الجهد.