في إطار سعي مصر لتعزيز قدراتها العسكرية وتحديث قواتها الجوية، برزت صفقة مقاتلات “رافال” الفرنسية كخطوة استراتيجية كبرى. فمع توقيع اتفاق الشراء عام 2015، أصبحت مصر أول دولة خارج أوروبا تمتلك هذه المقاتلة متعددة المهام، في صفقة تاريخية شكلت تحولًا نوعيًا في عقيدة التسليح المصرية.

لماذا اشترتها مصر؟

اشترت مصر مقاتلات “رافال” لعدة أسباب استراتيجية وعسكرية:

تنويع مصادر التسليح: كجزء من سياسة مصرية لتقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، جاءت الرافال الفرنسية لتكسر هذا الاحتكار وتفتح آفاق تعاون عسكري مع أوروبا.

الحاجة إلى مقاتلة متعددة المهام: الرافال قادرة على تنفيذ هجمات أرضية، اعتراض جوي، وعمليات استطلاع، ما يلبي احتياجات مصر في بيئات متنوعة، من سيناء إلى الحدود الغربية مع ليبيا.

التفوق التكنولوجي: بفضل تقنياتها المتقدمة، توفر رافال القدرة على خوض حروب الجيل الرابع والنصف بكفاءة عالية.

الردع الإقليمي: إظهار قدرات الردع في ظل التوترات الإقليمية المحيطة بالقاهرة من كل جانب، والتهديدات التي تواجهها مصر في محيطها الإقليمي.

كيف تعزز الرافال قدرات مصر الجوية؟

تمثل الرافال حجر الزاوية في تحول نوعي بسلاح الجو المصري، فهي تُتيح:

ضربات دقيقة بعيدة المدى: خصوصاً عند تزويدها بصواريخ SCALP EG القادرة على إصابة أهداف من مسافات تتجاوز 250 كم.

الهيمنة الجوية: عبر رادارها RBE2 AESA المتطور وقدرتها على تتبع واستهداف عدة أهداف جوية في وقت واحد.

الاندماج مع أنظمة الدفاع الأخرى: بما في ذلك الطائرات الأمريكية مثل F-16 والمروحيات الروسية، ما يجعلها جزءًا من منظومة متكاملة.

عمليات في بيئات معادية: بفضل بصمتها الرادارية المنخفضة ونظام الحماية الذاتية SPECTRA الذي يوفر تشويشًا إلكترونيًا متقدماً.

مواصفات رافال المصرية

تعتبر “رافال” مقاتلة شاملة متعددة الأدوار من الجيل الرابع، تتمتع بمزايا تكنولوجية سرية تسمح بالتخفي عن الرادار، وهي مزودة برادار يوفر مسحاً إلكترونياً لا مثيل له بين منافساتها. كما تنفرد بقدرة على استحداث خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد للأرض تحتها.

ولدى الطائرة رادار يستطيع تعقب 40 هدفا في وقت واحد، والاشتباك مع ثمانية من تلك الأهداف، وتصل سرعة الطائرة القصوى إلى 2450 كيلومترا في الساعة، أما أقصى ارتفاع فهو 50 ألف قدم.

المقاتلة رافال في أرقام:

الطول: 15.27 متر

السرعة القصوى: 1.8 ماخ (حوالي 2,222 كم/س)

المدى: أكثر من 3,700 كم بدون إعادة تزويد

حمولة التسليح: حتى 9.5 طن من القنابل والصواريخ

الرادار: RBE2 AESA المتطور

نظام الحماية الذاتية SPECTRA

الصواريخ المتاحة:

ميكا MICA جو-جو

SCALP EG  كروز جو-أرض

Exocet AM39  ضد السفن

قنابل GBU و AASM Hammer الموجهة

المهام التي اشترتها مصر لأجلها

ضربات بعيدة المدى ضد أهداف استراتيجية

تأمين الأجواء في مواجهة تهديدات إقليمية

الدعم الجوي المباشر للقوات المسلحة

الردع النووي “نظرًا لقدرتها على حمل أسلحة نووية في النسخة الفرنسية – رغم عدم تفعيل ذلك في مصر”

عمليات استطلاع متقدمة وتوجيه الضربات الدقيقة

عدد الطائرات: وصلت مصر إلى امتلاك 54 مقاتلة رافال حتى 2025 (مع العقود الإضافية)

مصر تمتلك السماء

تمثل مقاتلات رافال الفرنسية تحولًا نوعيًا في قدرات القوات الجوية المصرية، ليس فقط بسبب التكنولوجيا المتقدمة التي تحملها، ولكن أيضًا بسبب التوقيت الذي جاءت فيه، والدور الذي تؤديه في إطار استراتيجية الردع الإقليمي وحماية المصالح القومية المصرية من البحر المتوسط إلى أعماق أفريقيا. فهي رسالة واضحة بأن مصر تمتلك السماء.

اقرأ أيضًا: قدرات الهند وباكستان الجوية في ظل الحرب بين القوتين النوويتين.. من يملك اليد العليا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط