يترقب أكثر من 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم لحظة الإعلان عن اسم بابا الفاتيكان الجديد، في حدث يُعد الأهم في الحياة الدينية الكاثوليكية.

ويجري عملية الاختيار داخل أسوار الفاتيكان وفق طقوس مغلقة يعود تاريخها إلى قرون، تحت اسم “المجمع المغلق” (الكونكلاف)، حيث يختلي الكرادلة في كنيسة السيستين لانتخاب الحبر الأعظم الجديد.

مراسم دينية تسبق انعقاد الكونكلاف لاختيار بابا الفاتيكان

في صباح الأربعاء، وقبل الدخول إلى المجمع، أقيم قداس رسمي في بازيليك القديس بطرس ترأسه الكاردينال الإيطالي جوفاني باتيتسا ري، عميد مجمع الكرادلة.

ووجه عميد مجمع الكرادلة في عظته نداءً إلى زملائه الكرادلة قائلاً إن “الكنيسة تقف اليوم على مفترق طرق تاريخي”، داعيًا إلى تجاوز المصالح الشخصية من أجل الحفاظ على وحدة الكنيسة الكاثوليكية.

133 كاردينالًا يمثلون 70 دولة في اختيار بابا الفاتيكان الجديد

بحسب وسال إعلام، يشارك في المجمع الحالي 133 كاردينالًا من 70 دولة مختلفة، وهو رقم قياسي من حيث التمثيل الجغرافي، ويعكس توجه البابا الراحل فرانسيس الذي عمل على فتح أبواب الكنيسة أمام دول الجنوب والعالم النامي. من بين الدول الممثّلة حديثًا في الكونكلاف: هايتي، الرأس الأخضر، وجنوب السودان.

هذا التنوع الجغرافي قد يلعب دورًا في توجيه بوصلة الاختيار نحو شخصية من خارج أوروبا، بما يعكس تغيرات واسعة في تركيبة الكنيسة وتطلعاتها العالمية.

سرية تامة وطقوس مغلقة لاختيار البابا

عقب القداس، دخل الكرادلة في موكب رسمي إلى كنيسة السيستين، حيث تم عزلهم بالكامل عن العالم الخارجي، ومُنعوا من استخدام أي وسيلة تواصل إلكتروني، وتم قطع الاتصالات داخل الفاتيكان، حفاظًا على سرية الاقتراع.

من المقرر إجراء جولة تصويت أولى مساء الأربعاء، ولن تُعرف نتيجتها قبل السابعة مساء بتوقيت روما. وإذا لم يحصل أي مرشح على غالبية الثلثين (89 صوتًا)، يتم الاستمرار في جولات التصويت خلال الأيام التالية.

إشارات الدخان وانتخاب بابا الفاتيكان الجديد

يُتابع العالم عن كثب المدخنة المعدنية على سطح كنيسة السيستين، والتي ينبعث منها الدخان بعد كل جولة تصويت: دخان أسود يعني فشل التصويت، بينما الدخان الأبيض يعلن انتخاب البابا الجديد. هذه الإشارة الرمزية تظل الطريقة الرسمية لإبلاغ الكاثوليك في كل مكان بنتيجة المجمع.

أبرز المرشحين المحتملين لمنصب بابا الفاتيكان

من بين الأسماء البارزة المرشحة لتولي منصب الحبر الأعظم الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين، أمين سر الفاتيكان. الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس. الكاردينال المالطي ماريو غريش. الكاردينال الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي. رئيس أساقفة مرسيليا جان-مارك أفلين من فرنسا.

وقد اعتبر محللون أن الاختيار قد يميل إلى شخصية ذات خلفية ثقافية منفتحة، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة، مثل الحرب في غزة، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

توقعات بإعلان إسم البابا الجديد خلال أيام

من المتوقع أن تستمر جلسات الاقتراع حتى يتوصل الكرادلة إلى اتفاق على اسم البابا الجديد. ويُتوقع الإعلان الرسمي خلال أيام قليلة، مع تنظيم قداس التنصيب في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، ليبدأ الحبر الأعظم الجديد مهامه في قيادة الكنيسة الكاثوليكية عالميًا.

اقرأ أيضا

هدية بعد رحيله.. تفاصيل وصية بابا الفاتيكان الأخيرة وعلاقتها بأطفال غزة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط