شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء، تصعيدًا أمنيًا وحادث غير مسبوق عقب تنفيذ كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عملية نوعية استهدفت قوة إسرائيلية راجلة، ضمن سلسلة عمليات “أبواب الجحيم”، وسط استمرار الاشتباكات وتحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي.

عملية نوعية شرق رفح

وأعلنت كتائب القسام في بيان رسمي أنها نصبت كمينًا محكمًا لقوة عسكرية إسرائيلية راجلة تتألف من 10 جنود وكلبين عسكريين في منطقة مفترق المشروع شرق مدينة رفح.

وذكرت أن مجاهديها تمكنوا من استدراج القوة إلى نقطة مُعدة مسبقًا جرى فيها تفجير عدد من العبوات الناسفة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال.

وأكد البيان أن الطائرات المروحية الإسرائيلية هبطت في موقع الكمين لإجلاء الجنود المصابين، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في المنطقة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي الذي يواصل إطلاق النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية القريبة.

 مروحيات إسرائيل تنقل قتلى ومصابين من رفح

من جهته، أفاد المركز الإعلامي الفلسطيني بوقوع حادث أمني كبير في رفح، وأشار إلى أن ثلاث مروحيات عسكرية إسرائيلية شوهدت وهي تنقل مصابين وقتلى من المكان باتجاه العمق الإسرائيلي، ما يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها القوة المستهدفة.

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصادر محلية أن أصوات انفجارات هزّت وسط مدينة رفح، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

وأكدت مصادر إعلامية أن الاحتلال أطلق نيرانه بشكل مكثف في محاولة لتأمين محيط العملية وتأمين إجلاء جنوده.

حادث خطير في رفح

في المقابل، ورغم غياب أي إعلان رسمي من الجيش الإسرائيلي، تحدثت منصات عبرية غير رسمية، خصوصًا تلك الموجهة للمستوطنين عبر تطبيق “تليجرام”، عن “حادث أمني خطير” في رفح، وسط تأكيدات بوقوع خسائر بشرية.

كما تحدثت تلك المنصات عن مشاركة ثلاث مروحيات عسكرية في عمليات الإجلاء، ما يعزز فرضية وقوع إصابات بالغة وربما قتلى في صفوف القوة الإسرائيلية.

الرقابة العسكرية تؤخر الإعلان الرسمي عن حادث رفح

يرجع غياب البيان الرسمي الإسرائيلي إلى طبيعة الرقابة العسكرية التي تفرضها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث يتم حظر نشر أي تفاصيل تتعلق بالخسائر العسكرية لحين استكمال التحقيقات والاتصالات مع عائلات القتلى والجرحى. لكن وسائل الإعلام العبرية غير الرسمية لطالما أثبتت دقتها في نقل تفاصيل مماثلة، خاصة خلال معارك الشجاعية وغزة الشمالية.

انفجارات متزامنة في حيفا بعد حادث رفح

وفي تطور لافت، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن دوي انفجارات ضخمة في مدينة حيفا المحتلة، بالتزامن مع تصاعد الأحداث في رفح.

ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي حول طبيعة تلك الانفجارات، وسط ترجيحات بأن تكون ناجمة عن صواريخ أطلقتها المقاومة أو بسبب خلل داخلي في منشآت أمنية إسرائيلية.

رفح بين العمليات العسكرية والمقاومة

وبحسب تقارير تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل محاولاتها لفرض سيطرتها على مدينة رفح وتحويلها إلى ما تسميه “منطقة آمنة” لتوسيع عملياتها في القطاع، إلا أن الكمين الأخير أظهر أن المقاومة لا تزال تحتفظ بزمام المبادرة في الميدان، وأن المعركة لا تزال طويلة ومعقدة.

اقرأ أيضا

وصفوها بـ خيار نووي للفلسطينيين.. هل تنفجر خطة “جدعون” في وجه حكومة نتنياهو ؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط