تواصل قوات الجيش الإسرائيلي، منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة في شمال الضفة الغربية، لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، والتي تعتبرها إسرائيل مراكز لبنية تحتية تنشط فيها فصائل مسلحة تصفها بـ"الإرهابية".

وقد أسفرت هذه العمليات عن نزوح نحو 50 ألف فلسطيني من سكان المخيمات والمناطق المجاورة، نتيجة الاشتباكات المسلحة، وعمليات هدم المنازل، وتجريف البنى التحتية، الأمر الذي فاقم من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.

وفي خطوة أثارت ردود فعل واسعة، أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عن خطط لهدم أكثر من 100 منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس، في ما وصفه بـ"إجراءات عسكرية بحتة".

لكن مراقبين أشاروا إلى أن مواقع المنازل المستهدفة تُظهر أن الهدف قد يكون شق طرق جديدة داخل المخيمات لتسهيل تحركات القوات الإسرائيلية أثناء عمليات الاقتحام، وهو ما يثير مخاوف من محاولة تغيير معالم المخيمات.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تُظهر عائلات فلسطينية من مخيم طولكرم وقد نصبت خيامًا على أنقاض منازلها المدمرة، في مشهد يعكس حجم الدمار والتهجير الذي لحق بالسكان.

ودعا الأهالي السلطة الفلسطينية إلى التدخل العاجل لتوفير المساعدة والمأوى، والضغط على المستوى الدولي لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي خلفت دمارًا واسعًا وأوضاعًا إنسانية مأساوية.

وفيما حظيت المقاومة المسلحة سابقًا بدعم واسع من الفلسطينيين في الضفة الغربية، أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر الإنترنت وجود حالة من الغضب واللوم تجاه الفصائل المسلحة، التي اتُهمت بتوفير الذريعة للحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا، بحسب مراقبين، لتكثيف استهدافها للمخيمات.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الحرب الجارية في غزة غيّرت المعادلة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى تزايد التأييد لخيار المقاومة الشعبية والضغط الدبلوماسي الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية، باعتباره أكثر قدرة على تحقيق المكاسب السياسية وتقليل الخسائر.

ويضيف سوالمة أن التأييد الشعبي للمقاومة لا يتعارض مع وجود شريحة واسعة من الفلسطينيين تعتبر أن بعض تكتيكات فصائل كـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، المدعومتين من إيران، ساهمت في تعقيد المشهد وتسببت في أضرار جسيمة للفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.