تتسم العلاقة بين الهند وباكستان بالتوتر المزمن منذ استقلال البلدين عام 1947، وخصوصًا بسبب النزاع على إقليم كشمير، وبعد قيام الهند بقصف مواقع في إقليم كشمير، ورد باكستان بإسقاط طائرات هندية .. ووسط تحذيرات من اندلاع حرب نووية بين البلدين، تم رصد التأثيرات والنتائج المترتبة عن استخدام السلاح النووي في الحرب بين البلدين، ومنها الشتاء النووي.

تعريف الشتاء النووي

الشتاء النووي هو مصطلح يُطلق على التغير المناخي الحاد والمفاجئ الذي قد يحدث بعد تبادل ضخم للأسلحة النووية، نتيجة تصاعد كميات هائلة من الدخان والسخام الناتج عن حرائق المدن والغابات إلى طبقات الجو العليا، مما يحجب ضوء الشمس عن الأرض لفترة طويلة، ويؤدي إلى انخفاض عالمي في درجات الحرارة، واضطرابات مناخية وزراعية حادة.

والشتاء النووي (ويعرف أحياناً باسم الشتاء الذري) من المتوقع أن يسود طقس بارد لمدة أشهر أو سنوات نتيجة الغمام والهباب الناتج عن الانفجارات النووية والذي ينتشر في الغلاف الجوي.

تم تقديم المفهوم لأول مرة في أوائل الثمانينيات من قبل علماء من ضمنهم كارل ساغان، استنادًا إلى نماذج مناخية حاسوبية.

أسباب حدوث الشتاء النووي

الانفجارات النووية فوق المدن والمناطق الحضرية:

هذه التفجيرات تولّد حرائق ضخمة تُعرف بـ”العواصف النارية”، خاصة في المناطق الغنية بالوقود القابل للاشتعال (مباني، وقود، مصانع، إلخ).

تصاعد السخام إلى طبقة الستراتوسفير:

خلافًا للدخان العادي، فإن السخام الناتج عن احتراق المدن يُدفع إلى طبقة الستراتوسفير (فوق 10 كم)، حيث لا تصل إليه الأمطار لتنقيته، ويبقى معلقًا لسنوات.

امتصاص ضوء الشمس:

السخام الداكن يمتص الإشعاع الشمسي ويمنع وصوله إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تبريد سطح الكوكب بشكل كبير.

تغير أنماط الضغط الجوي والتيارات الهوائية:

يتسبب في اضطرابات في حركة الرياح والمحيطات، مما يؤدي إلى تعطيل أنماط الأمطار الموسمية وغيرها.

النتائج المترتبة على الشتاء النووي

انخفاض حاد في درجات الحرارة:

بحسب دراسة Science Advances (2019)، حرب نووية محدودة بين الهند وباكستان قد تؤدي لانخفاض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.8°C إلى 5°C.

المناطق القريبة من القطبين قد تواجه تجمّدًا شبه دائم.

تراجع الإنتاج الزراعي العالمي:

انخفاض درجات الحرارة، إلى جانب قلة الضوء والأمطار، يؤدي إلى تقليص موسم الزراعة.

محاصيل رئيسية مثل القمح، الذرة، الأرز، وفول الصويا قد تشهد انخفاضًا بنسبة 20% إلى 40%، بحسب دراسة من جامعة كولورادو بولدر.

مجاعة عالمية:

يتوقع أن يعاني أكثر من مليار شخص من الجوع الشديد في أول عامين بعد الحرب النووية.

الدول التي تعتمد على الواردات الغذائية ستكون الأكثر تضررًا، مثل دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

اضطراب النظام البيئي العالمي:

انقراض جماعي لبعض أنواع النباتات والحيوانات نتيجة تغيّر البيئات الطبيعية.

نفوق الكائنات البحرية نتيجة اضطراب درجات حرارة البحار ونقص المغذيات.

أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية:

انهيار الأسواق الزراعية.

اندلاع حروب ونزاعات على الموارد الغذائية والمياه.

تفشي الأمراض نتيجة نقص الغذاء والمياه النظيفة.

هل هو سيناريو خيالي؟

رغم أنه يبدو كارثيًا وغير مسبوق، إلا أن هذا السيناريو مدعوم بأدلة علمية موثقة. وكالة “ناسا” و”الأكاديمية الوطنية للعلوم” في الولايات المتحدة أجرتا دراسات تؤكد قابلية حدوث هذا السيناريو حتى مع استخدام محدود للسلاح النووي (أقل من 1% من الترسانة النووية العالمية).

اقرأ أيضاً.. باكستان تسقط المقاتلات الهندية.. دفاعات إسلام آباد تثبت تفوقها على نيودلهي

نسخ الرابط تم نسخ الرابط