"استسلام" الحوثيين قبل جولة جديدة للتفاوض النووي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"استسلام" الحوثيين قبل جولة جديدة للتفاوض النووي - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 02:06 مساءً

وقبل الجولة الرابعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران حول الملف النووي مبدئيا، اضطرت هذه الاخيرة الى التخلي عن ورقة التصعيد الحوثي وبيعها من الاميركيين انما مع ترضية معنوية للحوثيين تتناول اتفاقا حتى لو سماه"استسلاما " الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي أعلن الثلاثاء "استسلام الحوثيين"، وأنهم سيتوقفون عن توجيه الضربات والهجمات ضد السفن، وفي المقابل ستتوقف الضربات الجوية الأميركية في اليمن.

 

الاتفاق من حيث رعايته من عمان التي اعلنت عن وجود اتفاق يوفر للحوثيين ماء الوجه اي الاقرار الاميركي بقدراتهم وبنديتهم اذا صح التعبير باعتبارهم الطرف المقابل التي تتفق معه الولايات المتحدة. في الاسابيع الاخيرة ، اشتد القصف الاميركي نوعا وكما على الحوثيين وتزايد القلق من أن الحملة الأميركية ضد الحوثيين، بما في ذلك العقوبات المفروضة من خلال إعادة تصنيف واشنطن للجماعة الحوثية كمنظمة إرهابية أجنبية، بدأت تُغير الحسابات الاستراتيجية لفصائل المجلس الرئاسي اليمني المعترف به دوليًا. وكانت صحيفة " وول ستريت جورنال" أفادت أن الفصائل اليمنية تخطط لعمليات برية تهدف إلى استعادة الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، ما قد يمهد لخسارة الحوثيين الارض التي يسطرون عليها كذلك.

 

 

طائرة مدمّرة في مطار صنعاء الدولي جرّاء القصف الإسرائيلي العنيف (أ ف ب).

 

وكانت الولايات المتحدة اتخذت موقفًا متشددًا بشكل متزايد ضد الدعم الإيراني للحوثيين ، معتبرةً إياه الميسّر الرئيسي لحركتهم ضد السفن العابرة في البحر الاحمر . وكذلك فعلت اسرائيل التي وبعد ساعات قليلة على قصفها مطار صنعاء ومواقع حيوية اخرى على اثر استهداف الحوثيين مطار بن غوريون بصاروخ ، فانها حملت ايران المسؤولية عن التحركات الحوثية كما لو انها تنتظر ذريعة لاستهداف ايران . وكانت الولايات المتحدة أوضحت في مجلس الامن في الاسابيع الماضية أن أي حل للوضع الأمني ​​في البحر الأحمر يجب أن يشمل التصدي لدعم إيران للحوثيين وشددت على أن المجلس يجب أن يرد على انتهاكات إيران الصارخة لقرارات المجلس من خلال استمرارها في تسليح الجماعة.


في التداعيات المباشرة لذلك وقبل بضعة ايام من وصول الرئيس الاميركي الى المملكة السعودية في زيارة الى المنطقة، يسجل نقاط في خانة تضييق هامش الحوثيين واكثر من "محور المقاومة" باعتبار هؤلاء جزءا من تحالف "وحدة الساحات " التي سقطت تباعا واخرها ساحة الحوثيين ، والذي تدعمه إيران ويضم حماس في غزة و"حزب الله" في لبنان والحشد الشعبي في العراق ، فيما يعتبر هؤلاء أن هجماتهم هي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ونظراً لاستخدام الحوثيين للصراع في غزة كمبرر لهجماتهم في البحر الأحمر وعلى إسرائيل، فإن معالجة هذا الوضع بمعزل عن السياق الإقليمي الأوسع كان ولا يزال يشكل تحدياً ، لكن ساهم فيه على نحو غير متوقع : اولا الضربات الاميركية المتواصلة والتي اصابت أهدافًا في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة الساحلية الرئيسية على البحر الأحمر، ومحافظتي مأرب وصعدة على نحو اقسى بكثير من الضربات زمن الادارة الاميركية السابقة. وبدا من استهداف الزعامات الحوثية ان الامر قد ينزلق الى ما يشبه قضاء اسرائيل على القيادات المهمة جدا لدى "حزب الله". يضاف الى ذلك تحميل الولايات المتحدة ايران المسؤولية فيما ان الادارة الاميركية استوقفها مواصلة ايران الدفع الحوثي للتصعيد في موازاة الجولات الثلاث السابقة من المفاوضات الاميركية الايرانية في مسقط وروما . وهو امر لم تعد ترغب واشنطن في اتاحة متابعته مع استكمال الجولات الاخرى من المفاوضات . ثانيا الضربات الاسرائيلية الموجعة والمكلفة والتي تكمل ما قام به الاميركيون حتى الان بحيث يهدد مصير سيطرة الحوثيين على المقدرات التي يسيطرون عليها في حال استمرار استهدافهم ، تماما كما حصل بالنسبة الى " حزب الله" ،مع فارق ان الحوثيين يستطيعون الحصول على اتفاق مع الاميركيين تبعا للورقة المهمة المتصلة بالاعتداءات على السفن في البحر الاحمر التي يملكونها على غير ما بات عليه واقع الحزب.

 

استهداف إسرائيلي لمطار صنعاء الدولي (أ ف ب).

استهداف إسرائيلي لمطار صنعاء الدولي (أ ف ب).


هذا لا ينفي استمرار وجود اسئلة تتصل ما اذا كانت مواصلة الضغط على ايران كما على الحوثيين ستؤدي لحماية سلامة الملاحة والشحن في البحر الأحمر وتاليا تجنب سيناريو استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية وسلاسل التوريد العالمية. علما ان اسئلة من نوع اخر يطرحها البعض تتصل بالاسباب التي تدفع الولايات المتحدة الى ابقاء ورقة الحوثيين حية واضعافهم الى حد كبير بما يتيح امام اليمن نهوضا جديدا على خلفية خسارة الحوثيين وضعفهم . ويبدو ان الامر فاجأ الحكومة الاسرائيلية كما فاجأها تماما قرار ادارة الرئيس ترامب استئناف المفاوضات مع ايران بسرعة حول ملفها النووي على نحو يوحي بان الولايات المتحدة تولي اجندتها ومصالحها الاولوية على حساب الاولوية الاسرائيلية لا سيما في ما خص ملف ايران وامتداداتها على الاقل حتى الان . 

rosannabm @hotmail.com

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق