شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا خطيرًا عقب تنفيذ الهند لعملية عسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي الباكستانية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وردود فعل باكستانية قوية، وسط تحذيرات دولية من خطر اندلاع صراع شامل بين الدولتين النوويتين.

الهجوم الهندي: عملية سيندور تستهدف مواقع داخل باكستان

في الساعات الأولى من يوم 7 مايو 2025، شنت الهند هجومًا جويًا أطلقت عليه اسم عملية سيندور، استهدف تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، بما في ذلك مناطق في كشمير الباكستانية ومقاطعة البنجاب. 
ووفقًا للسلطات الهندية، فإن الضربات استهدفت بنى تحتية إرهابية مرتبطة بجماعات متطرفة مسؤولة عن هجوم سابق في كشمير الهندية أسفر عن مقتل 26 شخصًا.
إلا أن باكستان نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أن الضربات استهدفت مناطق مدنية، بما في ذلك مسجد في بهاوالبور، وأسفرت عن مقتل 26 مدنيًا، بينهم أطفال، وإصابة 38 آخرين.

الرد الباكستاني: إسقاط طائرات هندية وتوعد بالتصعيد

ردًا على الهجوم، أعلنت باكستان عن إسقاط خمس طائرات هندية، بينها طائرات مقاتلة ومسيرة، وتدمير مقر لواء تابع للجيش الهندي. 
كما أفاد وسائل إعلام باكستانية بأن قواتها استهدفت مواقع عسكرية هندية عبر خط المراقبة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين هنود. 
رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، وصف الهجوم الهندي بأنه عمل جبان، مؤكدًا أن بلاده تحتفظ بحق الرد الكامل على هذا العدوان.

تحذيرات دولية: الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية داخل الأراضي الباكستانية، داعيًا الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. 
وحذر من أن المجتمع الدولي لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية بين دولتين تمتلكان أسلحة نووية، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

تداعيات إقليمية ودولية: إغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات

أدى التصعيد العسكري إلى إغلاق المجال الجوي في عدة مناطق باكستانية، بما في ذلك كراتشي ولاهور، لمدة 48 ساعة، وتعليق الرحلات الجوية الدولية. 
كما ألغت شركات طيران دولية، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلاتها إلى المنطقة، وسط مخاوف من تفاقم الوضع الأمني.
التصعيد الأخير بين الهند وباكستان يعيد إلى الأذهان التوترات السابقة بين البلدين، ويثير مخاوف من اندلاع صراع شامل في منطقة جنوب آسيا. 
في ظل امتلاك البلدين لأسلحة نووية، فإن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، ويحث على التهدئة والحوار لتجنب كارثة محتملة.