في خطوة وُصفت بالمفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء وقف الضربات العسكرية التي تشنها بلاده على ميليشيا الحوثيين في اليمن.

قرار ترامب أثار تساؤلات حول خلفياته وتوقيته، خاصة في ظل استعداد الرئيس الأمريكي لجولة في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.

ترامب يعلن أن الحوثيين قالوا إنهم لا يريدون الحرب

وفي تصريح من المكتب البيضاوي أثناء استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال ترامب إن الحوثيين “قالوا إنهم لا يريدون القتال، ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن”، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف اليمن لأن “الحوثيين طلبوا ذلك”.

وأكد ترامب أن الحوثيين وافقوا على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن الحيوية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا التطور كان أساس القرار الأمريكي بوقف العملية.

 ترامب يعد بـ”إعلان كبير” قبل جولة الشرق الأوسط

في ظل هذه التهدئة المفاجئة، ألمح الرئيس الأمريكي إلى تحضير إعلان وصفه بـ”الكبير جداً”، سيُكشف عنه قبل جولته إلى الشرق الأوسط.

وقال: “الإعلان سيكون إيجابياً جداً، سنقدمه يوم الخميس أو الجمعة أو الاثنين قبل الرحلة”، بحسب ما أوردته القناة 14 العبرية.

الحملة الأمريكية ضد الحوثيين

منذ منتصف مارس، شنت الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة في اليمن ضد جماعة الحوثيين، استهدفت البنية التحتية العسكرية للجماعة، وشملت ضربات يومية على منشآت قيادة وسيطرة، أنظمة صواريخ، مستودعات أسلحة، ومواقع لتصنيع الطائرات المسيّرة.

وتشير تقديرات ميدانية إلى أن الحملة استهدفت أكثر من 800 موقع، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 650 عنصراً من الحوثيين، بينهم قيادات بارزة. كما لوحظ تراجع ملحوظ في وتيرة الهجمات على السفن والقوات الأمريكية في البحر الأحمر.

أمريكا توقف عن قصف الحوثيين دون تنسيق مع إسرائيل

في المقابل، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، حيث شنّت مقاتلاتها، اليوم الثلاثاء، موجة ثانية من الضربات استهدفت منشآت عسكرية ومدنية في صنعاء وعمران، بينها مطار صنعاء الدولي وقاعدة “الديلمي” الجوية.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الغارات “أدت إلى تعطيل المطار بشكل كامل”، ما يعكس تصعيدًا منفصلاً عن الموقف الأمريكي.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن تل أبيب لم تُبلّغ مسبقاً بقرار واشنطن وقف عملياتها ضد الحوثيين، ما يطرح تساؤلات حول مستوى التنسيق بين الحليفين في هذا الملف الحساس.

الحوثيون يهددون إسرائيل برد مؤلم

وردًا على الغارات الإسرائيلية، صعّد الحوثيون من نبرتهم، حيث قال عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي إن “التصعيد الإسرائيلي سيقابل بالتصعيد”.

بحسب وسائل إعلام ، المسؤول الحوثي بأن لدى جماعته “أهدافاً داخل إسرائيل لم تُهاجَم بعد”، في إشارة إلى احتمالية الرد في حال استمر القصف الإسرائيلي.

قرار ترامب وقف قصف الحوثيين مناورة أم تراجع ؟

يُرجح محللون أن قرار ترامب لا يعكس مجرد استجابة لمبادرة الحوثيين، بل يندرج ضمن حسابات دقيقة قبيل زيارته المرتقبة للمنطقة، إذ يسعى لتفادي أي تصعيد عسكري قد يعكر أجواء جولته أو يؤثر على الملفات الإقليمية التي ستُناقش خلالها، مثل أمن الملاحة، ومستقبل غزة، وملف إيران.

ويرى مراقبون أن تراجع الحوثيين عن مهاجمة المصالح الأمريكية، مؤخراً، وفر للبيت الأبيض مبرراً لوقف العمليات دون أن يُعتبر القرار تراجعاً تحت الضغط.

كما أن حديث ترامب عن “إعلان كبير” قبل الجولة قد يكشف عن وجود تفاهمات غير معلنة مع أطراف إقليمية، وربما فتح قنوات اتصال خلفية مع الحوثيين، في إطار صفقة أوسع تشمل ملفات أمنية ودبلوماسية في المنطقة.

اقرأ أيضا

بعد استهداف مطاري صنعاء والحديدة.. ما خيارات جماعة الحوثي للرد على هجمات إسرائيل؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط