شهدت مدينة بورتسودان شرقي السودان، صباح الثلاثاء، تصعيداً عسكرياً خطيراً تمثل في هجمات جوية نفذتها طائرات مسيرة يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت منشآت حيوية في المدينة، من بينها مطار بورتسودان الدولي والميناء الجنوبي.

هجمات متكررة تهدد الاستقرار في الشرق السوداني

ووفق ما أفادت به وسائل الإعلام السوداني فإن أعمدة الدخان والنيران تصاعدت بكثافة من محيط ميناء بورتسودان عقب الهجوم، في وقت أُبلغ عن انفجارات متفرقة في مناطق متفرقة من المدينة، بما في ذلك قرب فندق كورال الشهير.

تعليق الرحلات وإخلاء مطار بورتسودان

أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولي حتى الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء، بعد تعرض المطار لقصف مباشر بطائرة مسيرة أصابت خزانات وقود داخل المطار، ما تسبب بانفجار هائل تبعه حريق ضخم تعمل فرق الدفاع المدني على احتوائه.

وأفاد المسؤولين بأن القوات الأمنية قامت بإجلاء الموظفين والركاب من المطار كإجراء احترازي، مؤكداً أن هذا الهجوم هو الثاني خلال أقل من أسبوع على المطار الدولي الوحيد العامل حالياً في السودان.

أضرار جسيمة في منشآت الطاقة والبنية التحتية

في تطور مقلق آخر، أعلنت وزارة الطاقة والتعدين السودانية في تصريحات صحفية اليوم، عن خسائر كبيرة نتيجة قصف طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع لمحطة كهرباء رئيسية في بورتسودان، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة.

كما أكدت القوات المسلحة السودانية أن قاعدة عثمان دقنة الجوية، القريبة من المطار، تعرضت أيضاً لهجمات مشابهة خلال الأيام الماضية، استهدفت مستودعات للذخائر ومنشآت مدنية وبضائع تجارية.

تصاعد الإدانة الدولية وتزايد المخاوف

يأتي هذا التصعيد في وقت سبق أن دانت فيه السعودية ومصر والاتحاد الإفريقي الهجمات التي طالت المرافق الحيوية في بورتسودان وكسلا، ووصفتها بأنها "تهديد للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي والإفريقي"، داعية إلى وقف فوري للحرب وتجنب المزيد من المعاناة للشعب السوداني.

وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الهجمات بالطائرات المسيرة، تتزايد المخاوف من تحول بورتسودان، التي كانت تُعتبر العاصمة الإدارية المؤقتة، إلى ساحة حرب مفتوحة، مما يهدد بتوسيع نطاق الصراع في السودان إلى مناطق جديدة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية